مشكلة ضرب الطفل لأمه

كل أم منّا نحن الأمهات ممن لديها طفل عمره ما بين عام ونصف وثلاثة أعوام تعرف أنها مرحلة من أجمل المراحل وأصعبها في التربية، وتعرف أنه فجأة وبدون مقدّمات قد يصفع الطفل وجه أمه أو أبيه أو طفل آخر يلعب معه، وقد يشدّ الطفل شعرك فجأة وأنتِ تحملينه، وفجأة قد ينهال عليك عضًا وقرصًا، وقد تبدأ فجأة الأيدي الصغيرة بضربات مؤلمة للغاية. هذه مرحلة يمرّ بها جميع الأطفال ويشكو منها الأمهات والآباء. في هذه المدوّنة سوف أشارككم ما توصّلت إليه من أسباب لها واقتراحات لطرق جرّبتها للتعامل معها :

وجدت أن هناك سببين أساسيين لهذه المرحلة :

1- الاهتمام: الطفل من عمر ثلاث سنوات وما دون بطبعه كائن أناني من الدرجة الأولى، فهو يعتبر نفسه محور الكون، والكل مسخّر لخدمته وللترفيه عنه وللاستجابة إلى طلباته. ففي هذا السن لا يفهم الطفل أن فلان مرهق أو مشغول أو يعمل أو يرتاح أو هو حزين أو غيرها من المشاعر البشرية الطبيعية، فمثلاً ينظر الطفل إلى أمه فيراها حزينة ويدرك ملامح وجهها أو تصرّفاتها، ولكنه لن يعرف كيف يتركها بحالها أو كيف يلعب بعيدًا عنها أو كيف يراعي مشاعرها لأنه بكل بساطة يصرّ على حقه في الاهتمام واللعب والترفيه… سوف يصفعها حتى تنظر له وتلاعِبه وتحقّق رغباته وطلباته فهو بحاجة لاهتمامها .
2- التعبير: معظم الأطفال لا يتحدّثون بشكل كافٍ وكامل في عمر الثلاث سنوات وما دون، ومن يتحدّث قليلاً لا يمكنه استخدام كلماته للتعبير عن نفسه بالشكل الدقيق . فلو عدنا لنفس المثال السابق فالطفل لا يعرف تمامًا كيف يقول لأمه “اُنظري لي والعبي معي فيقوم بضربها أو شدّها ليلفت انتباهها ويعبّر عن حاجته لها أو غضبه منها.

اقرأ أيضاً: 5 تصرفات تدل على ان طفلي يحبني

 لكن ماذا علينا أن نفعل حتى تمرّ مرحلة ضرب الطفل لأمه بسلام؟

  • علينا ان نتفهّم دوافع الطفل ونتجنّب إثارتها: فلا نتجاهله ولا ننشغل عنه ونحن معه دون أسباب وإن اضطررنا فلنقول له أننا سنعود إليه .
  •  فلنساعد طفلنا بالكلمات: ولنقل له أننا نتفهّم مشاعره، ولنسأله مثلاً: “أنت غاضب لأني تركتك؟” أو “هل تشعر بالملل؟” أو “هل تريد أن نلعب سويًا؟” ونحاول أن نحاوره ليعبّر عن مشاعره .
  •  الحق البلاء قبل وقوعه: امسك اليد قبل أن تصفعك أو تضربك بحزم وقل للطفل أن الضرب ممنوع، ثم قبّل يده فيتعلّم أنها ليست الطريقة الصحيحة في التعبير .
  •   أهم شيء أن نبتعد عن ضربه عندما يخطىء كي يتعلّم ألا يضرب، فهو يقلّدنا .
  • في النهاية لنتذكّر أنها مرحلة من المراحل الطبيعية التي سيمرّ بها صغارنا لينموا، وعلينا أن نتعامل معها بعقلانية ووعي دون غضب وردّ فعل عنيف. وبالمقابل لا نسمح لأطفالنا بضربنا أو عضّنا أو… متى شاؤوا، حتى لا يعتادوا هذه الطريقة في التعبير. ولنكن متوازنين ونستمتع بكل مرحلة وكل سنة من سنين حياتهم فهي ستمر بسرعة.

اقرأ أيضاً: أضرار تلبية كلّ طلبات طفلي

What do you think?

Written by نورا

أم جديدة
تزوجت منذ أربع سنوات وأنا أم جديدة. أحب الأطفال كثيراً وأكبر متعة وفرح في حياتي أن أراهم فرحين. شعاري في الحياة هو التفاؤل والفرح والابتسامة، فالابتسامة على وجه طفل هي ما تجعل العمل يستحق العناء.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

كيف أعلم طفلي الحوار

كيف أعلّم طفلي الحوار في 9 نقاط

حُبّ التَملُك عند الأطفال

حُبّ التَملُك عند الأطفال