كيف أعلّم طفلي الحوار

من أكثر الصفات التي تميّز هذا الجيل هي صعوبة تقبّل رأي الآخر أو الإصغاء له، بمعنى آخر ضعف القدرة على محاورة الآخرين، علمًا أن الحوار هو من أهم مهارات الحياة التي يحتاجها الإنسان كما وأنه أحد فنون الحياة. ولأن الطفل قادر أن يكتسب هذه المهارة منذ صغره ويمكنها أن تكبر وتنمو معه، فقد وضعت هدفًا لطفلي وهو مساعدته ليكون محاورًا جيدًا، من خلال القيام بهذه الخطوات عند أي حوار يجري بيننا:

  1. تعليمه أن يكون مستمعًا جيدًا، وهذا يكون عندما أسمعه أنا بإصغاء وتركيز…. وعندما أجعل عيني في عينه طيلة فترة الحديث وابتسامتي على وجهي بصبر دون إظهار الغضب ودون مقاطعة كلامه.
  2. يكون الإصغاء له في المواضيع التي تهمّه وليس الأمور التي يهمّني أن أوصلها له. كما ويمكنني توجيه الأسئلة التي تعبّر عن اهتمامي بما يقوله مما يجعله أكثر قدرة على التعبير والعرض.
  3. الاحتفاظ بهدوء المناقشة، وهي أهم نقاط الحوار لأنه عندما يحتدّ الحوار عندها فإنه سينفشل… لذلك عندما يحتدّ الحوار علينا محاولة تأجيله إلى وقت آخر نكون فيه أكثر هدوءًا، كما ويمكننا اختيار الأماكن الهادئة أو الحوار إما أثناء المشي أو داخل السيارة.
  4. استخدام لغة حوار غير كلامية (النظر واللمسات): لأن التواصل بالكلام لا يمثّل أكثر من 15% من التواصل بين البشر. حتى يكون الحوار مستمرًا وممتعًا، فمن الضروري استخدام لغة العيون. فالنظر الدائم لعيون الطفل أثناء الحوار سيعطيه الثقة، كما وإن اللمسات تعتبر ضرورية، كأن أضع يدي على كتفه أو أمسك يده أو أضعه في حضني.
  5. الابتعاد عن فرض الرأي: نخطئ نحن الأهل في كثير من الأوقات عندما نحاول فرض رأينا على أبنائنا، إما بسبب ضيق الوقت أو لاعتبار خبرتنا وعمرنا أهمية في الحوار، مما يغيظ أطفالنا.
  6. التشجيع على إبداء الرأي حتى وإن لم يعجبنا. اقرأ هنا: أهمية التشجيع في تربية الأطفال
  7. من الضروري الاهتمام بوقت الحوار: نستعجل أحيانًا لإنهاء الحوار، فليس الغرض منه الوصول إلى قرار فقط لكنه فرصة لمعرفة ما بداخل أطفالنا ولنقل خبرتنا لهم.
  8. تعليم الأطفال احترام رأي الآخرين: عندما أحترم كل الآراء المطروحة فإنني أعلّم أطفالي عندها الفرق بين احترام الرأي والأخذ به، وأيضًا الفرق بين التمسّك بالرأي والتعصّب له.
  9. استغلال وقت الحوار لغرس مبادئ أساسية في الحياة مثل احترام الكبير، والتحدّث بصوت منخفض، ومعاملة الآخرين بلطف.

إن لم يتعلّم الطفل لغة الحوار داخل البيت، فلن يتعلّم كيف ومتى يتكلّم ومتى يستمع للآخر، فالحوار مع الطفل هو فرصة لتعليمه منهج التفكير والتحليل المنطقي للأمور، لكن كثيرًا ما يفشل الحوار إما لانفعالنا السريع أو استهزاء الولد أو استخفافه بكلام والديه، وربما بسبب خطأ من أحد الطرفين، لذلك فمن الضروري أن نتعلّم نحن الأهل كيف نتعامل مع أطفالنا بالطريقة التي تجعلنا قدوة جيدة لهم في الحوار السليم والبنّاء.

اقرأ أيضاً: 7 نصائح لمساعدة ابني في التعبير عن مشاعره

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

10 نصائح لتشجيع طفلك على أكل الخضروات

10 نصائح لتشجيع طفلك على أكل الخضروات

ضرب الطفل لأمه

كيف نتعامل مع مشكلة ضرب الطفل لأمه