كيف أزرع في أبنائي احتضان التنوّع والاختلاف؟
نواجه في عالمنا هذه الأيام الكثير من المشاكل والصراعات والصعوبات الناجمة عن التعصب ورفض التنوع والتمرّد على المختلفين عنّا والعجز عن قبول الآخر بل والتمادي بوضع الناس ضمن قوالب نمطية وتسميات خاصة والحكم عليهم والتعامل معهم بناء على ذلك.
أعتقد أن التغيير في المجتمع يبدأ من الأطفال، فإن أردنا جيلاً مختلفًا فنحن بحاجة لأن نبدأ مع من يمكنهم أن يصنعون الاختلاف لأنهم سينشأون بطريقة مختلفة عن الذين قبلهم.
فماذا نفعل؟ كيف ازرع في أبنائي احتضان التنوع والاختلاف؟ وما الأنشطة التي نحتاج أن نطوّرها ونقدّمها لهم في هذا المجال؟
1- تعريف الأبناء واطلاعهم على الطريق المختلفة المتنوّعة التي يعيش فيها الناس. يمكن استخدام الأفلام القصيرة أو الصور أو القصص للاطلاع والتعرّف على ثقافات وشعوب متنوّعة. ومن الأمور التي يمكن التعرّف عليهم هي عاداتهم وطرق الاحتفال لديهم، وطعامهم وملابسهم ولغاتهم وغيرها الكثير.
اقرأ أيضاً: التنمّر: أسبابه وأنواعه وطرق علاجه
2- تعليق خارطة أو وضع مجسّم لكرة أرضية في المنزل، وفي هذا تذكير أننا لسنا وحدنا ولكننا جزء من عالم كبير واسع شاسع متنوّع في الكثير أكثر مما هو في بيوتنا ومجتمعاتنا وبلادنا.
3- الانفتاح بتجربة أطعمة متنوعة من بلدان مختلفة، وهذا قد يتم من خلال تناول طعام في مطاعم متنوعة أو طهي وتحضير بعض وصفات أطعمة لشعوب متنوعة. لا يقتصر الأمر على الطعام ولكن المشاركة في برامج وأيام ثقافية وحضور أفلام وأنشطة لبلدان أخرى سوف يوسّع مدارك أبنائنا للعالم من حولهم.
4- بناء علاقات لأشخاص من أديان وثقافات وجنسيات متنوعة وعدم الاقتصار على دائرة محصورة في علاقاتنا.
5- استغلال الأعياد والاحتفالات الوطنية والشعبية والمناسبات للتعرّف على ثقافات شعوب أخرى.
بالإضافة لتلك الأنشطة فنحن كأهل نحتاج أن نعيش كقدوة لأبنائنا في احتضان التنوّع والاختلاف من خلال المبادىء التالية:
- احترام الآخر وقبوله كخليقة الله، وعدم وضع تسميات خاصة للناس بناء على جنس أو عرق أو لون.
- البحث عن ما يجمعنا مع غيرنا لا ما يفرّقنا، وأن نوضّح لأبنائنا أننا نأكل بهذه الطريقة وهم يأكلون بهذه الطريقة، وأننا نصلّي وهم يصلّون ولكن طريقة الصلاة مختلفة، وأننا نحتفل وهم يحتفلون وهكذا.
- استخدام المواقف الحياتية وما تقدّمه وسائل الإعلام فرصة لزرع مبدأ احترام وقبول الآخر واحتضان التنوّع.
- فوق كل هذا أن نكون مثالاً حيًا لأبنائنا في كيف نسلك وماذا نقول وكيف نتواصل مع الآخرين.
اقرأ أيضاً: اصنع خيراً: أهمية إشراك الأبناء بالأعمال التطوعية
GIPHY App Key not set. Please check settings