عيد الأب
نتغنّى بالأمومة، ونكتب أشعارًا للأم، نذرف دموعًا مع لقطات مؤثرة عن الأم في فيلم أو مسلسل، ونتأثر بفقدان أحدهم لأمهم مهما كان عمره أو عمرها. ولكن ألا للأب والأبوة نصيبًا من مشاعرنا الجيّاشة ومواهبنا الفيّاضة هذه.
نحتفل في كل عام بعيد الأب، مع أنه ليس بالاحتفال الشائع في جميع أنحاء العالم مثل عيد الأم. ولكن يستحق أن نتذكّر الآباء ونحتفل بأبوّتهم ونتغنّى بما يفعلون وكيف يؤثرون في عائلاتهم وحياة أبنائهم وبناتهم.
الأب هو البطل:
هو البطل في حياة أبنائه، فتجد أن الطفل الصغير منذ طفولته يحاول تقليد والده. وإن اطلّعت على نجاحات وإنجازات الكثير من الأبناء ستجد في كثير من الأحوال أن هناك أبًا وراء هذا النجاح. فإن كنت أبًا تذكّر أنك البطل في حياة أبنائك، وهذا ما يضعك تحت مسؤولية كبيرة وأمام تحدٍّ عظيم. طوّر في نفسك وتعامل مع نقاط ضعفك واجعل من نفسك ذلك الإنسان الذي سيفتخر به ابنه كبطل في حياته. فأنت لست وحدك منفصل في عالم تعمل ما يحلو لك، ولكنك تحت المجهر وأمام أعين مراقب ومرآة تعكس ما تفعل فكن يقظًا.
الأب هو مصدر القيادة والتوجيه:
هو القائد الذي يسير بثبات ويسير خلفه أبناؤه، هو الذي يعرف الطريق ولا يخشى الصعاب، وهو الذي يتحدّى العقبات ويثق بما عنده من قدرات. إنه الأب الذي يتطلّع له أبناؤه بعيون الإعجاب واثقين به وبطريقه فيتبعوه.
الأب هو صاحب الحكمة والخبرة:
يسعى الأبناء للحصول على الخبرة والحكمة من آبائهم وهم يجدون في الأب الملجأ الذي يلجأون إليه عند الحيرة أو الرغبة في الحصول على المشورة. فالأب يعمل كي يكون أبًا يعيش باستقامة وتقوى ليكون مصدر حكمة وخبرة صالح لأبنائه.
اقرأ أيضاً: كيف أحصل على لقب سوبر ماما؟
في عيد الأب نحتفل بكل أب، الأب البطل، الأب مانح الثقة والتشجيع، صاحب الخبرة، القائد، الموجّه، مصدر الحكمة لأبنائه. ونقول لكل أب ما قاله أعظم المشاهير:
- لا يغفو قلب الأب، إلا بعد أن تغفو جميع القلوب.
- ليس هناك فرح أعظم من فرح الابن بمجد أبيه، و لا أعظم من فرح الأب بنجاح ابنه.
- قال الأب لابنه: احذر أين تضع رجليك، ردّ عليه ابنه: احذر أنت يا أبي فأنا أتّبع خطواتك.
- الأب وحده الذي لا يحسد ابنه على موهبته.
ماذا يريد الأبناء من الآباء؟
- أهم ما يمكن أن تتميّز به الأبوة هي القواعد الثابتة الممزوجة بالمتعة والفرح. فالأبناء يحتاجون إلى ثبات، لا يريدون قوانين تُوضع ثم تُكسر.
- لا يريدون التربية والتوجيه والتوبيخ والعقاب القائم على الحالات الطارئة والذي يتم في حالة ارتفاع مستوى الغضب والتوتر في المنزل.
- لا يرتاحون مع التوجيه والعقاب في حال حدوث كارثة. ولكنهم يريدون العلاقة مع الأب أولاً، تلك العلاقة التي تحبّ وتقبل وتسمع وتوجّه وتوبّخ وتقوّم بانتظام وباستمرارية. فهذا ما يجعلهم يشعرون بالأمان والراحة.
- لا يكفي هذا ولكنهم يحتاجون أن يكون مغموسًا منكّهاً بالفرح والمتعة وبعض المرح. فالعلاقة مع الآباء بحاجة إلى طاقة للاستمرار. وهذه الطاقة لا تأتي إلا من خلال الاستمتاع بروعة الحاضر ومتعة اللحظة التي نحياها. ففرح ومتعة رحلة الأبوة مع الأبناء هي التي تمنحهم لحنًا نابضًا بالحياة ومعزوفة مغنّاة.
وكل عام وكل أب بخير، وأبوة مفعمة بالحياة والسعادة والفرح.
اقرأ أيضاً: نصائح عملية لتقوية علاقة الأب بأبنائه
اتمنى ان اكون مفيدة لكم