التأتأة عند الأطفال غالبًا ما تحدث أثناء نمو الطفل، وهو لا يزال في مرحلة تعلّم مهارات اللغة والتحدّث. السبب المباشر أو الدقيق لتلك الحالة ما زال غير واضح، ولكن يعتقد الكثير من أخصائيي النطق أنها ناجمة عن خلل أو اختلاف في مهمّة التوصيل من خلال أجزاء الدماغ والمسؤولة عن الكلام. ولأنها تحدث أثناء النمو فأغلب الأطفال يتخلّصون منها بسرعة وبسهولة، خصوصًا إذا تمّت متابعتهم ولم يتم تجاهل الموضوع. كما إن هناك دور للجينات الوراثية في ذلك، فكثيرًا ما نجد عائلات تكون التأتأة متوارثة عندهم.
أما بالنسبة للتأتأة المتأخرة، فيكون سببها سكتة دماغية أو حدوث رضوض في الرأس نتيجة التعرّض إلى حادث معين. حيث يشعر الدماغ بصعوبة في التنسيق ما بين مناطق الدماغ المختلفة المسؤولة عن الكلام والنطق ممّا يسبّب التأتأة. ولكن سرعان ما تتلاشى عند الانتهاء من العلاج أو تخطّي الصدمة العصبية التي تسبّبت في ذلك.
من أهم الأعراض والعلامات للتأتأة كالتالي:
- يواجه الطفل صعوبة في نطق الكلمات.
- يحاول الطفل مدّ الكلمة بين الحروف.
- يقوم الطفل بتكرار نفس الصوت والكلمة كثيرًا.
- يصمت الطفل لفترة قصيرة بين مقاطع الكلمة الواحدة.
- يُضيف الطفل مقطعًا صغيرًا بين الكلمات في حال مواجهته صعوبة الانتقال للكلمة التالية مثل مقطع “ممم”.
- يُظهر الطفل توترًا واضحًا في وجهه، وفي الجزء الأعلى من الجسم.
- يشعر الطفل بالقلق عندما يطلب منه أحد أن يتكلّم.
- يكون للطفل قدرة محدودة جدًا على أن يتواصل بفاعلية.
- يبدأ الطفل بحركة سريعة للجفنين.
- يكون واضح جدًا رعشة في الشفتين وأحيانًا الفكّ بأكمله.
- يقوم الطفل بحركات لا إراديه في وجهه وتكون واضحة.
- يحرّك الطفل رأسه بطريقة للأعلى والأسفل أو من اليمين إلى اليسار.
- يقوم الطفل بشدّ قبضة يده تعبيرًا منه عن عدم قدرته على إخراج الكلمة.
ولأن التأتأة عند الأطفال تكون في عمر النمو، فغالبًأ ما يكون الطفل بين والديه والذين يعتَبران الداعم القوي لتخطّيه تلك المرحلة بدون أي أعراض جانبية نفسية أو عصبية.
اقرأ ايضاً: طرق علاج الخجل الاجتماعي لدى الأطفال
أهم ما على الوالدين اتباعه حتى يساعدوا طفلهم في تخطّي حالة التأتأة تكمن فيما يلي:
- أن يتحلّوا بالصبر معه قدر المستطاع، وأن يوفّروا الجو الهادئ في المنزل ويتجنّبوا الصراخ. فالطفل يحاول أن يصرخ مثل والديه لأنه يقلّدهم في كل شيء، فيصبح من الصعب عليه التحدّث بسرعة وبصوت عالٍ بسبب التأتأة.
- أن لا يطلبوا منه التحدّث بدقّة وبطرقة صحيحة وبشكل مستمر في جميع الأوقات، لأنه لو كان قادرًا على ذلك لفعله وحده دون أن نطلب منه.
- أن يتجنّبوا تصحيح كل كلمة يقولها حتى لا يشعر بأن كل كلامه خطأ، وعندها يتوقّف عن الكلام كليًا ويتجنّبه لاعتقاده بأنه يخطئ في كل مرة.
- أن يتوقّفوا عن الانتقاد لطريقة الكلام أو أي تعليق ناتج عن الطفل. مثل أن يقولوا له لماذا لا تتحدّث ببطء لأنك قد تصيب، ولا يطلبوا منه أشياء تُشعره بعدم الراحة مثل: خذ وقتك وانطق بالكلمة متى شئت، لأنه سيشعر بأنهم انتبهوا لعجزه في الكلام.
- أن لا يُحرجوا الطفل خصوصًا عندما يكون الكثير من الناس حوله، مثلاً لا يطلبوا منه أن يقرأ الكتاب بصوت عالٍ وخصوصًا عندما لا يشعر بالارتياح أو عندما يشعر الأهل بأن التأتأة تزداد معه.
- أن لا يقاطعوا كلامه أو أن يُجبروه بأن يتحدّث من جديد، لأنهم لا يعلمون ما الجهد الذي وضعه الطفل ليبدأ بالكلام. ولأنه يثق بأن أهله هم مصدر ثقته، فهو يحاول التكلّم بكل ارتياح، ولا يطلبوا منه أن يفكّر جيدًا قبل البدء بالكلام، بل تركه يتحدّث بكل راحه.
- أن يتحدّث الأهل معه ومع باقي أفراد الأسرة ببطء وبكل وضوح حتى يتعلّم منهم أن لا يتكلّم بسرعة، ويتعلّم من الأهل مخارج الحروف الصحيحة كي يتمكّن من استخدامها عندما يريد أن يتكلّم.
- أن يحافظوا على التواصل بالعين معه بنظرات تُشعرِه بالراحة مع الابتسام في وجهه ليشعر بكل ارتياح ويستمر بالحديث حتى لو أخطأ وأصبحت التأتأة واضحة في كلامه.
- أن يحاولوا أن يصرفوا انتباه الطفل لأي شيء آخر غير الكلام عندما يشعرون بأنه سيبدأ بالبكاء لعدم قدرته على متابعة الحديث الذي بدأه، وأن يطلبوا منه فورًا التوقّف عن التحدّث محاولين لفت انتباهه لأي شئ آخر في المكان.
- أن لا يقارنوه مع غيره سواء إخوته أو أصدقائه أو أقاربه، خصوصًا عندما نطلب منه القيام بأي عمل معين. فلا نقول له: والآن جاء دورك لتتحدّث عن يومك كما أخبرَنا أخوك، لأنه يعلم ويشعر بأنه يمكنكم التفريق في القدرات بينهما.
- أن يتعاون الأهل مع المعالِجين والمختصّين عند انتهاء الجلسة، وأن يقوموا بتطبيق ما طُلب منهم للمتابعة في البيت من خلال التدريبات المنزلية وبكل صبر وبانتظام.
وفي حال قام الأهل بإهمال حالة التأتأة عند الأطفال ظنًا منهم أنه سيتجاوزها وحده مع مرور الوقت، فذلك سيؤدّي إلى مضاعفات يواجهها الطفل في الأيام القادمة، وهي:
مشاكل في قدرته على التواصل مع غيره من الناس.
مشاكل نفسية بسبب الشعور بالقلق من الكلام.
يتجنّب الطفل أي موقف قد يتطلّب منه التحدّث.
يخسر الطفل حقّه في المشاركة المدرسية والعملية والنجاح الاجتماعي.
يتعرّض الطفل وبشكل كبير للتنمّر والمضايقة.
والأهم من كل هذه الأمور يخسر الطفل ثقته بنفسه والتي من خلالها يمكنه تخطّي كلّ المصاعب.
اقرأ ايضاً: 8 علامات تكشف حاجة الطفل لأخصائي النطق
GIPHY App Key not set. Please check settings