طلبات طفلي كثيرة وتكاد لا تنتهي، وأشعر أحيانًا وكأن عندي رجل آلي يُصدر طلبات متكرّرة من شراء الحلوى والألعاب والملابس و…. فهو يرغب بشراء كل ما يراه في المول أو التلفاز سواء كان يحتاجه أم لا. كنت غالبًا ما أحاول تلبية طلبات طفلي ربما لأعبّر له عن محبتي، أو لأني أجد فيها سعادة له، أو حتى أشعر بالراحة، أو في الغالب كي لا أتسبّب بالإحراج أمام الناس.
لكن الموضوع تجاوز حدوده ليشمل كل تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة، من شراء الكثير من الألعاب أو الملابس -حتى لو لم يكن يحتاجها- حتى أصبح انتقائيًا في موضوع الأكل حيث تراه يأكل ما يشاء ويرفض ما يشاء، ويرغب دومًا بطلب وجبات الطعام من المطعم، أو يكتفي بالحلويات والشيبس بحجّة أن الطعام لا يعجبه، الأمر الذي أصبح مزعجًا ومتعبًا بالنسبة لنا.
وجدت أنه من الضروري أن يعتاد على سماع كلمة ” لا” فيما يخص ّتلبية بعض ٍ من رغباته، وشرحت له أنه يمكننا الاستغناء عن بعض من هذه الأغراض، وحاولت تدريبه على تحديد الأولويات في احتياجاته ليتعلّم ماذا يطلب.
اقرأ ايضاً: أنا لا أحرم ابني من شيء وأؤمن كل متطلبات
مثلاً عندما دخل طفلي المطبخ وفتح الثّلاجة وقال: “هل يعقل أنه لا يوجد في الثلاجة شيئًا لنأكله؟ ما رأيكِ بأن نطلب شيئًا من الماركت لنتناوله لأني جائع جدًا”. أخبرته عندها بأننا اتفقنا أن تناول الطعام من الخارج سيكون لمرة واحدة فقط في الأسبوع…. الأمر الذي جعله يشعر بالغضب ويدخل غرفته منزعجًا، لكن بعد أن أدرك أنه غير قادر على أن يضغط على مشاعري ويدفعني لتغيير رأيي، استسلم واقتنع بما أقوله واكتفى بأنواع الطعام الموجودة في المنزل.
حاولت في تعاملي معه أن يكون القرار لي وليس له، لأنه إن اعتاد الطفل على تلبية جميع رغباته فمع مرور الوقت سيضاعف طلباته، الأمر الذي سيجعلنا نقع في مصيدة تلبية رغباته، ولأني كنت حريصة على الالتزام بمبدأ وهو “أنا من أربّي ابني وليس هو من يربيني”، وغايتي من هذا جعل طفلي يشعر بأن الأشياء ليست سهلة الحصول وهي متوفرة في كل وقت، وحتى يشعر بقيمة ما لديه ويحافظ عليه.
اقرأ ايضاً: كيف يمكننا أن نحقّق التوازن بين التربية السليمة والدلال الزائد؟
GIPHY App Key not set. Please check settings