قرأت مقالاً يتحدًث عن (ما نريده نحن من أطفالنا… وما يريده أطفالنا منّا)، ووجدت أننا غالباً ما نحاول قولبة أطفالنا بالطريقة التي نجدها صحيحة- وربما يكون هذا من منظورنا فقط- وأننا نطلب منهم أن يتصرّفوا ويفكّروا كما نريدهم نحن، دون أن ندرك خطر هذه الطريقة عليهم في المستقبل. سأذكر بعضًا من هذه التصرّفات:
نريد من الطفل أن يكون هادئًا لا يزعجنا ولا يبكي… نريده شخصاً محبوباً من جميع أصدقائه… نريده نظيفاً مؤدباً لا يحرجنا أمام الآخرين… مطيعاً يسمع الكلام وينفّذ كل ما نقوله بلا تردد…. نريده أن يكون مرتّباً يهتمّ بأغراضه وغرفته دوماً ويحافظ على نظافة المنزل ولا يعبث بأثاثه… نريده الأول في صفه وفي كل نشاطاته التي يقوم بها…. ويتمتّع بالقيم والمهارات المختلفة… بمعنى آخر نريده شخصًا مثالياً.
اقرأ أيضاً: 6 علامات تدل أن طفلك يحبك
لكن الحقيقة والواقع يخبراننا عكس ما نريد تمامًا….
فالطفل غير قادر على إدراك جوانب الصح والخطأ إلا من خلال التجربة وربما المعاناة أيضاً، وهذا يكون بطريقة تدريجية. فهو يحبّ أن يمارس طفولته بعفوية وأن يلعب ويمرح ويعبّر عن مشاعره بطريقته الخاصة… ويبقى موضوع اللباقة في التعامل مع الناس لا يعنيه، لأن همّه الأول وربما الوحيد هو أن يلعب ويمرح… وهو يريد منّا حمايته وتفهّمه دون تقييد له… ويريد مّنا أن نكون صبورين لا نصرخ بوجهه عند تدريسه، و أن نهتم به أكثر من اهتمامنا بدرجاته…. يريدنا أن ندرك أنه شخص مستقل لديه رأي وعلينا احترامه وتفهّمه ولا يمكننا أن نتحكّم به كما نريد…. يريدنا أن نعرف أن لديه حب للاستكشاف وأنه يخطئ أحياناً بدون قصد فهو يختبر هذه الحياة… يريدنا أن نعرف أنه جديد على هذه الحياة وهو لا زال صغيراً، وغير عارف أو فاهم لما فيها، وما زال العمر أمامه ليعرف ويستكشف…
عرفت أنه بدل أن نطلب منه المثاليات في حياته…علينا تأمين بيئة آمنة لحركته وللعبه في البيت، ومراقبته من بعيد لنحميه، وعند وقوعه في خطأ ما… نشرح له ما قام بها بطريقة بسيطة تناسب سنه… ونحاول تعويده على الالتزام ببعض القواعد البسيطة، ويبقى الأهم هو أن نقوّي علاقتنا معه لنكون أصدقاءه في المستقبل لأن هذه العلاقة ستحميه وتكون له السند والدعم.
اقرأ أيضاً: أساليب حديثة لتعديل سلوك الأطفال
GIPHY App Key not set. Please check settings