في الحقيقة أننا كأمهات وآباء نحبّ أطفالنا أكثر من أنفسنا ونريدهم أن يصبحوا أفضل منا في كل شيء، ومن أكثر الأشياء المحبِطة لنا كأهل هو أن نرى أطفالنا يتصرّفون بشكل غير صحيح، ونرى سلوكيات لا تُعجبنا. وفي كثير من الأحيان يكون سلوك الطفل أمرًا مُربكًا لنا سواء داخل البيت أو خارجه، ويتولّد لدينا في هذا الموقف سؤالان هامان وهما… لماذا يفعل طفلي هذا السلوك؟ وكيف أستطيع تعديل سلوك طفلي؟

أحيانًا نتخيّل أن تعديل سلوك الطفل أمرًا سهلًا يمكن القيام به دون تعلّم أو معرفة، وأحيانًا أخرى نتخيّل أن تعديل سلوك الطفل أمرًا مستحيلًا لن نستطيع الوصول إليه. لكن الحقيقة أن تعديل سلوكيات الأطفال عمل شاق أحيانًا، ويمكن أن يكون طريقًا نمشيه معا كأبوين، ويحتاج منا مجهود ووقت، لكن في النهاية سوف نصل إلى هدفنا الذي نسعى إليه وهو تعديل سلوك الطفل ليكون أفضل.

هناك بعض الحقائق التي نريد مشاركتها معكم كآباء وامهات يمكن أن تساعد في هذه المهمة:

  • كل طفل له طبيعته المختلفة من حيث الجينات التي أخذها منكما كأم وأب أو من العائلتين.
  • كل طفل يستجيب للمؤثرات من حوله بطريقة مختلفة عن باقي الأطفال.
  • الأطفال غير متساوين في النمو والتجاوب.
  • الأطفال يتأثرون بالظروف المحيطة بهم حتى رغم صغر سنهم.
  • الأطفال يستطيعون فهمنا من الكلام ونبرة الصوت أو تعبيرات الوجه وأيضًا حركات الجسد.
  • نحتاج إلى التعلم والقراءة في رحلتنا مع أبنائنا لكي نقوم بدورنا بشكل سليم.
  • يجب أن لا نيأس ونتحلّى بالصبر دائمًا.
  • الأطفال يتعلّمون بالمشاهدة بمعنى أن تصرّفاتنا تؤثر بشكل كبير جدًا عليهم، فهم عادة يتصرّفون كما نتصرّف نحن، أو تكون تصرّفاتهم كرد فعل لأفعالنا.

اقرأ أيضاً: كيف أجعل طفلي يسمع كلامي

 هناك مقولة شهيرة تقول أن الوقاية خيرٌ من العلاج، وهذا المبدأ ينطبق أيضًا على موضوع سلوك الطفل بمعنى أنه قبل أن نفكّر في طُرق وخطوات تعديل سلوك الطفل نود أن نتكلّم أولاً عن بعض العوامل التي يمكن أن تساعد الطفل في تعلّم سلوكيات جيدة بمفرده، وهذا سوف يقلّل العبء علينا في مهمة التربية وتعديل سلوك الطفل:

  • ان أهم هدية تقدمونها لأبنائكم هي أن تكون علاقتكما طيبة ببعض، وتهتموا بإظهار الحب والاحترام المتبادل أمام الأطفال دائمًا لأن هذا سوف ينعكس بشكل إيجابي جداً على سلوكياتهم ويجعلهم يتصرّفون بحُب واحترام.
  • الحب غير المشروط يكون أساس العلاقة مع الأطفال بمعنى أننا نحب أبناءنا دون وضع شروط ونذكّرهم بهذه الحقيقة دائمًا.
  • خصصوا أوقاتًا لتقوضنها مع أطفالكم دون الانشغال بأي أمور أخرى واستغلوا هذه الأوقات للعب والتسلية.
  • التشجيع الدائم للطفل حتى على ابسط الأفعال الجيدة يساعده على تكرار هذه الأفعال.
  • احترام الطفل سواء بمفردكما أو أمام الناس يعزز لدى الطفل احترامه لنفسه وللآخرين.

إذا اخذنا هذه النصائح باهتمام يمكن أن توفر علينا الكثير أثناء تربية الأطفال، وسوف تساعد أيضًا بشكل تلقائي في تعديل سلوك الطفل وتأديبه،  لكن إذا حدث وواجهنا بعض السلوكيات التي لا تُعجبنا وتحتاج إلى تعديل فإليكم بعض الخطوات التي يمكن أن تفيد في تعديل السلوك غير المناسب.

خطوات تساعد في تعديل سلوك الطفل:

  1. تحديد السلوكيات التي تحتاج إلى التعديل وكتابتها ووضع ترتيب حسب الأولوية بماذا نبدأ أولًا.
  2. اختيار وقت مناسب للبدء بمعنى لا يجب التعليق على سلوكيات غير مُحببة في وجود ظروف غير اعتيادية يمرّ بها الطفل أو الاسرة كمرض الطفل أو الأم أو اثناء الفطام أو تعليم الطفل دخول الحمام أو الانتقال لمنزل جديد، يجب الانتظار حتى تستقر الظروف المحيطة بالطفل.
  3. كل طفل له طبيعته كما ذكرنا، لذلك كل طفل له مفتاحُه الخاص الذي ندخل منه له لتوصيل ما نريد تعليمه وتغييره.
  4. بالطبع عمر الطفل يؤثر على الطريقة التي سوف نستخدمها لتعديل السلوك غير المرغوب فيه، فالطفل الصغير الذي لا يتكلّم مختلف عن الطفل الذي يفهم كل الكلام ويعرف ان يعبّر عن نفسه.
  5. يجب الاتفاق بين الأبوين على نفس المبادئ، والالتزام بالاتفاق حتى لا يتشتت الطفل إذا وجد الأم تقول أمرًا ما والأب يقول أمرًا آخر، لكن عند وضع قوانين ثابتة ستصل للطفل نفس الرسالة في كل مرة.
  6. الثبات على المبدأ شيء أساسي بمعنى أنه عندما أقول ان هذا خطأ أستمر على مبدئي ولا أغيّره بتغير الظروف أو حسب حالتي المزاجية.

تطبيق خطوات تعديل السلوك مع الطفل:

  • التعليم… بمعنى أنني أولاً اعلّم الطفل أن هذا السلوك غير مرغوب فيه ويجب تغييره، وكلما كبر الطفل استطعنا الشرح أكثر عن سبب رفض هذا السلوك.
  • التنبيه.. بعد ما علّمنا الطفل أن هذا السلوك غير مرغوب فيه، نتابع الطفل ونُنبهه في كل مرة يكرّر فيها هذا السلوك.
  • الإنذار… إذا نبّهنا الطفل ولم يستجب، نبدأ ننذره أن تكرار هذا السلوك سوف يكون له مقابل.
  • وأخيراً العقاب.

وطرق العقاب متعدّدة أيضًا:

  • الحرمان من مشاهدة فيلم أو برنامج مفضل لدى الطفل أو عدم السماح له باللعب.
  • وقت العزلة بمعنى جلوس الطفل بمفرده في ركن معين لا يوجد فيه أي وسائل تسلية والاتفاق على وقت محدد، وإذا خرج الطفل قبل الموعد المتفق عليه يُعاد الوقت مرة أخرى.
  • وضع لوحة مقسمة إلى قسمين: قسم السلوكيات الجيدة وقسم السلوكيات السيئة، ووضع علامة أو لاصقات عند كل قسم حسب سلوك الطفل، وعند عدد معين من العلامات في الجزء الخاص بالسلوكيات الجيدة نعطي الطفل مكافأة، وفى المقابل عند وصول العلامات لعدد معين فالجانب الآخر من السلوكيات السيئة نقوم بخصم علامات من الجزء الآخر.

وأخيرًا يجب ألا ننسى اننا كبشر كلنا نخطئ ونحتاج إلى تعديل سلوكياتنا، ويجب علينا الترفق بالأطفال وتجنب إهانتهم أو إذلالهم بسبب أخطائهم، ونعتذر لهم إذا اخطأنا نحن ولا نخجل من الاعتذار.

اقرأ أيضاً: طرق معاقبة طفل الثلاث سنوات دون ضرب

What do you think?

Written by شيرين سامر

درست الفنون الجميلة زوجة و ام لثلاث بنات زوجى و بناتى هم اولويتى فالحياة و فخورة بتفرغى لتربية بناتى و الاهتمام بهم.. حاليا ادرس المشورة و شغفى الاول كل مايتعلق بعلم النفس و التربية و العلاقات ..احب هواية على قلبى القراءة ..المدونة بالنسبة لى حافز للتعلم و فرصة لمساعدة الناس .

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

صيام الحامل

صيام الحامل: متى يحذّر منه الأطباء؟

ما نريده نحن من أطفالنا ... وما يريده أطفالنا منّا

ما نريده نحن من أطفالنا … وما يريده أطفالنا منّا