لا يخلو بيت من البيوت من شيء من المناكفة والصراع بين كل من يعيشون تحت سقفه… طبعاً هذه هي الحالة اليومية التي يعيشها أطفالي كل لحظة تقريباً في المنزل، فتراهم يتشاجرون عند جلوسهم على مائدة الطعام وعلى الألعاب وعلى دخول الحمام و…. وخوفاً من أن يتحوّل هذا الشجار لوضع غير مألوف، ونفقد السيطرة عليه في المستقبل ويصل لمرحلة الخطر والقلق، كان لابد لي من معرفة أسباب الشجار بين أطفالي المختلفة وكيفية التعامل معها.
أكثر الأمور التي كنت أخاف منها هي أن يصبح الشجار بينهم مشكلة حقيقة، ويتحوّل لمشاعر كره تستمر طيلة حياتهم. إلا أنني وجدت أن الشجار يصبح مثيرًا للقلق والمخاوف، وعندها لا بد من تدخل الأهل، في إحدى الحالات التالية:
- في حال تطور الخلاف إلى عراك بالأيدي، أو استخدام الضرب الموجع.
- استخدام الكلام البذيء أثناء الشجار.
- تكرار الشجار على نحو غير مألوف.
- شعور أحد الأولاد المتشاجرين بالقهر بسبب ظلم أخيه له، ويتأكد هذا إذا كان المقهور هو الأصغر.
- تعاظم الرغبة في الانتقام لدى أحد الأبناء.
اقرأ أيضاً: أولادي يتشاجرون ويعلو صراخهم
ووجدت أيضًا أن للشجار بين الأخوة بعض الفوائد، فهو يكشف قدرتهم على التعامل مع الآخر، ويجعلهم يختبرون مشاعر التسامح والنصر وتقبّل الهزيمة، ويجعلهم يكتشفون نقاط ضعفهم. كما أنه يخفّف من أجواء الركود ويضفي على المنزل روح الفكاهة والمرح عندما تكون هذه المشاكسات لطيفة.
أما فيما يخصّ الأسس والطرق التي يجب اللجوء إليها في هذه الحالات، فهي :
- علينا أن نكون حذرين في تعاملنا مع أبنائنا، فالطفل حساس للظلم مثله مثل الكبير تمامًا.
- عندما نريد أن نربّي أطفالنا تربية صالحة وسليمة علينا أن نصبر على دفع تكاليفها.
- وضع قوانين واضحة وذلك بأن لا يتجاوز الشجار حدود الكلام المهذب، وأن الضرب والشتم وإطلاق الألقاب السيئة وتعمّد الإغاظة من الأمور التي سيتم العقاب عليها.
- لدى الأطفال مهارة كبيرة في وضع قوانين تنظّم استخدامهم للألعاب، لذلك نستطيع أن نعلّم الأخوة كيف يلعبون معًا أو يشاهدون التلفاز بدون مشاجرة كأن نتفّق معهم على أنه عندما يختلفون على شيء سيتم منعهم من اللعب باللعبة أو مشاهدة التلفاز حتى يتفقوا معًا على طريقة مشتركة، وكثيرًا ما تنجح هذه الطريقة في تخفيف النزاع واستعادة الهدوء.
- عدم التدخل بينهم لإيقاف النزاع، لأن التدخّل دوماً ليس بالشيء الجيّد، وذلك لأن بالشجار يستطيع الأطفال أن يتدرّبوا على حلّ مشاكلهم بأنفسهم قدر الإمكان، وكثرة تدخّل الأهل بين أطفالهم يولّد لدى الطفل رغبة في الخروج للشارع كي يمارس حريته كما يريد.
البيت هو ميدان للتعليم والتدريب على مواجهة التحدّيات في الحياة ولهذا فإن خلو المنزل من أي شكل من أشكال الصراع لا يرسل رسالة إيجابية على نحو كامل، ودورنا كأهل التعامل مع هذه الحالات بكثير من الصبر والحكمة.
اقرأ أيضاً: 7 خطوات للتعامل مع شجار أطفالك بدون صراخ
GIPHY App Key not set. Please check settings