السكري والصيام والحامل

بقلم: مجد الخطيب – أخصائية تغذية علاجية

السكري والصيام والحامل

هناك اختلافات بين ما إذا كان على الشخص المصاب بالسكري الصيام أم لا؛ خاصة أنّ هناك وقت طويل لا يتناول الشخص فيه شيئاً، مما يجعله عرضة لانخفاض مستوى السكر في دمه بشكلٍ كبير.

 قد يكون الصيام مفيد فعلياً لمريض السكري لكنه لا يكون بديلاً عن خطة العلاج المُقترحة له من قبل الطبيب، ولذلك قبل بدء الصيام يجب استشارة طبيبك المُختص ما إذا كنت قادراً على تحمل الصيام خاصة إن كنت مصاباً بأمراض مصاحبة للسكري كأمراض القلب والكلى ومشاكل العيون.

عند الصيام يجب مراقبة مستويات السكر بحذر خلال اليوم، وإذا انخفض مستوى سكر الدم بشكلٍ كبير يجب الإفطار فوراً لتجنب الآثار الصحّية السلبية.

عدم القيام بالتمارين الرياضية المجهدة خلال الصيام ويجب استشارة الطبيب عن الرياضة التي يمكنك ممارستها خلال الصيام، فقد يسمح لك بالمشي الخفيف لمدة نصف ساعة أو غيرها من التمارين التي لا تؤثر على مستوى سكر الدم بشكلٍ كبير.

يجب الانتباه إلى ما تتناوله عند الإفطار فيجب أن تكون وجبك معتدلة الكمية من النشويات والبروتين والدهون الصحّية، وتجنّب الإفراط في تناول النشويات كالأرز، والخبز، والبطاطا، والحلويات وغيرها، لأن ذلك سيؤدي إلى رفع سكر الدم بشكلٍ عالٍ جداً. ويُفضّل تقسيم الوجبات إلى وجبة الإفطار والسحور معتدلة الكمية ووجبتين خفيفتين بينهما خلال فترة الإفطار للمحافظة على مستوى سكر الدم بشكلٍ منتظم.

اقرأ أيضاً: 8 نصائح للحامل لتسهيل الولادة الطبيعية

وحين يأتي الأمر لاختيار النشويات يجب اختيار النوع الذي يرفع سكر الدم بشكلٍ تدريجيّ، كالأرز ذات الحبة الطويلة، وخبز القمح الكامل، والبطاطا المسلوقة، وشوفان الحبة الكاملة، وأيضا استبدال قطعة الحلو بحبة من الفواكه كالتفاح، أو البرتقال، أو الكيوي ويُفضّل تجنب الفواكه العالية بالسكر كالمانجا والتين والعنب.

يرغب الكثير من المرضى بتناول الحلويات والمشروبات الرمضانية خلال فترة الإفطار، لكن يجب الحذر منهما إذ إنهما عاليان بالسكر وقد يضرّان الشخص. بالنسبة للمشروبات الرمضانية، فإن إعداد مشروب الكركديه البارد والخالي من السكر، أو عصير الليمون بالنعنع المحلّى باستخدام سكر الستيفيا بكمية بسيطة يعتبر خيارًا جيداً عوضاً عن المشروبات الأخرى غير المرغوبة. أما الحلويات فيمكن تناول قطعة صغير محّلاة بالمحلّي أو دون سكر مرة إلى مرتين بالأسبوع وليس بشكلٍ يوميّ. لا تنسى شرب الماء بانتظام خلال فترة الإفطار، فالسكري والصيام يزيدان من الإصابة بالجفاف.

 أمّا بالنسبة للحامل أيضاً فيصعب تعميم ما إذا كان باستطاعة المرأة الحامل الصيام أم  لا، وذلك لاختلاف الحالة الصحية، ومرحلة الحمل. يُمنع الصيام للحامل التي تعاني من سكري الحمل، أو من الاختلال بضغط الدم، أو التي تأخذ أدوية معينة، أو التي تعاني من الغثيان والتقيؤ الشديد، ولذلك يجب استشارة المختصّ حول ما إن كان باستطاعتها الصيام. يجب الإفطار وتوقّفها عن الصيام عند خسارة الوزن، أو حتى عند عدم اكتسابه خاصة بعد الأشهر الثلاثة الأولى، أو عند الإحساس بالغثيان، أو الحرارة، أوالصداع الشديد، أو العطش الشديد؛ خاصّة اذا أصبح لون البول غامقاً، أو عند الشعور بانقباضات بالرحم.

عند الصيام يجب الحرص على تغطية جميع الاحتياجات الغذائية خلال فترة الإفطار، أيّ تناول وجبات تتكوّن من البروتين والنشويات والدهون الصحّية والخضروات والفواكه. هذا يكون من خلال تناول 3-4 وجبات معتدلة الكمية ومتنوّعة خلال الإفطار. وكذلك شرب على الأقل 1.5 – 2.0 لتر ماء يومياً.

يجب الحرص على تناول الخضار والفواكه والأغذية العالية بالألياف كخبز القمح، والشوفان، والبرغل وغيرها، حيثُ تقي من الإمساك وتمدّ الجسم بالعديد من الفيتامينات والمعادن. وتجنب تناول الأطعمة الغنية بالدسم كالوجبات السريعة أو الحلويات الغنية بالسكريات، فهي تزيد من الشعور بالعطش والجوع في اليوم التالي وأيضاً قد تُسبب الغثيان وتزيد من حموضة المعدة، وكذلك تجنّب الأغذية المالحة  كالمخللات والأطعمة المقلية، والتسالي غير الصحّية.

من الوجبات الخفيفة التي يمكن تناولها بين الفطور والسحور الحليب، أو كوب من اللبن مع الفواكه المجففة، أو المكسّرات الصحية، أو سلطة الفواكه، أو حتى بضعة قطع صغيرة من الشوكولاته الداكنة، أو بسكوت الشوفان الصحّي، أو الخضروات المقطّعة والمغمسة بصلصتك المفضّلة. كما ويجب الحرص على الراحة والنوم وعدم التعرّض للأمور التي تُسبّب التوتر خاصة في فترة الصيام، وأيضاً تجنّب النشاطات المُجهِدة.

يمكنكم متابعة مجد الخطيب – أخصائية التغذية العلاجية على:

https://www.instagram.com/majdalkhatib

اقرأ أيضاً: ما هي أهم 7 نصائح للمرأة الحامل؟