أبناءنا المراهقين وقت الحظر
وقت صعب جداً تَمرّ به كل العائلات بمختلف الشعوب والثقافات، لم يَسلم من الأزمة أي بلد في كل قارات العالم، فقد انتشر الفيروس سريعاً جداً وبشكل كبير وكان ردّ الفعل الطبيعي هو عدم الاستمرار في الأنشطة الحياتية والحَدّ من التجمّعات الكبيرة. وجدنا أنفسنا أمام مدارس ونوادي اجتماعية ورياضية مغلقة، حتى أماكن التسوق أَغلقت أبوابها والكلّ يجب عليه أن يخضع لقوانين الحظر ومعايير السلامة.
كل عائلة وجدت نفسها أما حقيقة “البقاء في المنزل هو الأكثر أماناً”، ولا يمكن إنكار أن هذا الوضع صعب جداً على كل افراد العائلة؛ الصغير والكبير على حدٍ سواء. من أكثر المتضرّرين من هذا الوضع هم الفئة الأكثر حاجة للحركة والخروج ومقابلة الأصدقاء وهم “أبناؤنا المراهقون”. فبرغم تواجد وسائل التسلية الكثيرة في المنزل إلا أنهم يحتاجون إلى الخروج وتغيير الأماكن كما يحتاجون أيضًا لقضاء الوقت مع أصدقائهم أو ممارسة الرياضة.
في هذه السن يكون المراهق في حالة نشاط كبيرة، ولديه طاقة جسدية يحتاج أن يُخرِجها، ولديه أيضاً حبّ استطلاع ورغبة في الاكتشاف وتجربة أشياء جديدة، ويشعر بالملل بسهولة، وفي نفس الوقت لديه أسئلة تحتاج إلى إجابات.
فكيف نطلب منهم البقاء في المنزل وعدم الخروج والتحرّك… هل نتخيّل كمّ الملل والإحباط، وأيضاً الغضب الذي يشعر به المراهقون في هذا الوقت؟
المشكلة أننا كأهل نمرّ أيضاً بمشاعر غير جيّدة، وبالطبع لا نشعر بالراحة لأسباب عديدة لكن من واقع مسؤولياتنا كآباء وأمهات لا نستطيع أن نترك أدوارنا حتى إن كنّا تحت ضغط. لهذا يجب علينا البحث عن احتياجات أفراد أسرتنا ومحاولة تسديد هذه الاحتياجات، وأنا بصفتي ام لمراهقتين أحاول دائماً لعب دور الأم أحياناً والصديقة أحياناً أخرى في محاولة مني لخلق التوازن بين دوري كأم ومحاولة تفهّم مشاعر ابنتي ّ. لا أستطيع إنكار صعوبة الوضع وأيضًا الاعتراف بالخوف والإحباط في أوقات كثيرة، سأحاول مشاركتكم ببعض الخبرات التي مررت بها وأتمنى أن تكون مفيدة ولو بقدر صغير.
اقرأ أيضا: ثلاث طرق لمساعدة ابنتك أن تشعر بالثقة بمظهرها
كما نعلم جيداً فالتعامل مع الأبناء المراهقين ليس سهلاً، ويجب أن نكون حذرين جداً حتى لا نخسر علاقتنا بهم. سأشارككم ببعض الأفكار العملية بخصوص التعامل معهم عموماً، وخصوصًا في هذه المرحلة الصعبة التي نمرّ بها كلنا، ولكن قبل ذلك يجب أن تكون أولويتنا هي بناء علاقة جيدة وقوية.
أولاً: “كيف ننمّي علاقتنا بأبنائنا المراهقين”
ثانياً: “كيف نساعدهم على اجتياز وقت الحظر”
إذا استطعنا النجاح في تحسين علاقتنا بأبنائنا بالخطوات القليلة السابقة يمكننا إيجاد بعض الطرق لقضاء وقت جيد مع أبنائنا المراهقين أثناء وقت الحظر وعدم الخروج من المنزل فيمكن أن:
هذه الأفكار البسيطة التي شاركتها معكم قد تساعد في قضاء أوقات لطيفة في المنزل، لكني متأكّدة أن كل أم وأب إذا فكّروا سوف يَجدون الكثير من الأفكار الجيّدة الأخرى التي تكون ممتعة أكثر لهم ولأبنائهم المراهقين في قضاء الأوقات العائلية عموماً ووقت الأزمة التي نمرّ بها جميعاٍ.
وأتمنى لكم من قلبي أن تكون هذه الأزمة سببًا في تقارب وتفاهم عائلي أكثر.
اقرأ أيضا: نشاطات داخلية وخارجية للمراهقين في العطلة الصيفية