ظاهرة الوباء المعلوماتي في زمن فيروس الكورونا
أدّت الكورونا إلى زيادة تفاعل جميع سكان العالم مع الإعلام بشكل كبير وذلك بحثًا عن المعلومة الصادقة والنصيحة المفيدة والخبر المهم لحياتهم. ولكن الازدياد الكبير لطلب المعلومة شابهه فوضى معلوماتية و كبيرة بسبب زيادة الناشرين وقلّة المحرّرين. فبسبب الثورة المعلوماتية وتوفّر أجهزة بث في كل بيت ولدى كل إنسان تقريبًا، أصبح هناك كمّ كبير من المعلومات وقسم كبير منها غير مؤكّد. فغابت المصادر الموثوقة وغابت عملية التحرير المشدّد وغاب تعدّد المصادر، ناهيك عن وجود كمّ كبير من الأخبار المفبركة والفيديوهات المدبلجة والصور المأخوذة من الأرشيف بدون ذكر تاريخها ومكانها وإطار الحدث الذي تشير له.
وبسبب سهولة إعادة النشر فقد أصبحت المشكلة أكثر تعقيداً، حيث أصبح الجميع مشاركًا في توسيع رقعة المعلومات غير الصحيحة والفيديوهات غير الموثقة بتاريخ ومكان الحدوث والقصص المفبركة. وقد يكون الواتساب العائلي أسوأ مكان للنشر غير الموثوق، حيث يعتقد العديد أن الأمر بريء كونه محصورًا في إطار عائلي إلا أنه سرعان ما تخرج تلك البوستات إلى الساحة العامة، ويصبح الوباء المعلوماتي بنفس خطورة الوباء الفيروسي.
ولمعالجة هذه الأمور لا بدّ من اتباع خمسة أمور بسيطة لتجنّب الوقوع في أخطاء نشر وإعادة نشر المعلومات غير الصادقة:
- امتنع بقدر المستطاع عن إعادة النشر
في أعلى البوستات التي تصلك عبر منصات التواصل الاجتماعي عبارة منقول forwarded هذا يعني أن من أرسلها لكم ليس هو المصدر الأول، وكما في ضرورة وقف نشر الوباء الفيروسي فإن قطع سبيل الإشاعة يبدأ بعدم الاشتراك في عملية إعادة نشر معلومة منقولة.
- تأكّد من مصدر فيديوهات وصور
تعتبر الفيديوهات والصور أكثر الأمور إثارة، ولذلك يجب الحرص الكبير على نقلها دون التأكّد من أمرين وهما: تاريخها ومكان حدوثها. فقد قام العديد بنقل صور وفيديوهات تدّعي أنها حدثت في أزمة الكورونا الحالية ليتبيّن أنها فيديوهات من عدّة سنوات سبقت ومن مناطق غير التي يتم الادعاء عنها.
- تحقّق من المصدر
لكل معلومة صادقة مصدر موثوق. فالمعلومة التي تفتقد رابطًا إلكترونيًا يأخذ المتصفّح إلى الموقع الأساسي لتلك المعلومة قد يكون محرّفًا أو مفبركًا. فمثلاً عند قراءة خبر مكتوب بصورة نص وليس رابطًا، فعليك الذهاب لموقع الناشر للتأكّد من صحته.
- الصورة والفوتوشوب
من أكثر الأمور التي يتم تزويرها وفبركتها هي الصور، حيث يمكن استخدام تطبيق فوتوشوب وبسهولة تغيير محتوى صورة معينة ليقدّم عكس ما هي المعلومة الأصلية. حذار من إعادة توزيع ونشر صور قد تبدو مثيرة وغير منطقية. بل عليكم البحث عن المصدر للتأكّد من صحّة الصورة.
- الترجمات غير المؤكّدة
قبل أيام تم ترويج فيديو باللغة الألمانية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تبيّن فيما بعد أن الترجمة مخالفة للمضمون، وكون معظم المشاهدين لا يتقنون اللغة الألمانية فقد وثق العديد من الناس بالترجمة المفبركة مما اضطرت الحكومة الألمانية لنشر توضيح ونفي ما جاء عبر الترجمة.
إن عصر المعلومات زاد من كمية الإشاعات والمعلومات المفبركة، ولكن الثورة المعلوماتية وفّرت في نفس الوقت القدرة على التأكّد من المعلومة. فقبل أن تقوم بإعادة النشر تأكّد من المصدر ودقّق في المعلومات فإذا قمت بنشرها دون التدقيق تكون قد قمت بالمساهمة في وباء المعلومات الخاطئة والذي قد يسبّب بمخاطر توازي مخاطر وباء الكورونا نفسه.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح للتعامل مع التعلم عن بعد
GIPHY App Key not set. Please check settings