العيد في زمن الكورونا

جاء العيد… وأتت معه زحمة الأسواق وزحمة الوقت، وازدادت المهام المترتّبة علينا من صنع المأكولات والحلويات الشهية وترتيب المنزل وتزيينه بالزينة المميّزة به، وشراء بيض الشوكولاته للأطفال، وتزيين البيض و….. ولا ننسى فترة الصلوات والتأملات المكثفة التي ننتظرها بشوق كبير في كل عام.

هذا ما كنّا ننتظره …. لكن هذه السنة كل شيء مختلف، لأن العيد قد جاء ونحن ملزمون بالبقاء في منازلنا، العيد قد جاء ونحن في الحجر الصحي، العيد قد جاء ونحن غير قادرين على أن نعيش أي مظهر من مظاهره.

هل سأترك هذه الفترة تمضي دون أن يعيشها أطفالي ويشعروا بجمالها؟ ماذا أفعل ليدركوا المعنى الحقيقي للعيد بعيدًا عن مظاهره واحتفالاته، بعيداً عن الزينة والمأكولات الشهية والحلويات والملابس الجديدة، بعيدًا عن المعايدات بين الأهل والأقارب والأصدقاء، بعيدًا عن المشاركة بالصلوات الكنسية؟ فالعيد هذه السنة سيقتصر على عائلتنا الصغيرة فقط.

أردت هذه السنة أن نعيش الفرح الحقيقي للعيد، هذا الفرح ليس بالملابس والأطعمة المتنوعة ولا بالمعايدات والتهاني وإنما بالفرح المبني على وصية الرب لنا بأن نحبّ الآخر كنفسنا، وهذه الوصية الأعظم.

اقترحت على عائلتي عدّة اقتراحات ومنها:

بأن نأخذ جزءًا من المبلغ المادي الذي ادخرناه لشراء حاجيات العيد من الملابس والأطعمة والحلويات وإما نعطيه لأسرة غير قادرة على شراء ما تحتاجه، أو نتشارك طعام العيد مع عائلة أخرى، أو نشتري الدواء لمريض بحاجة إليه، فاختار صغاري بأن نتشارك غذاء العيد مع عائلة ثانية، فقمنا بطهو كمية كبيرة من الطعام وأرسلناها إلى عائلة محتاجة.

وقمنا بصنع أنواع من الحلويات والبتيفور ووضعناها في أطباق جميلة وعليها بطاقة تهنئة بالعيد، وأرسلناها إلى الأقارب كهدية منّا لأننا غير قادرين على زيارتهم.

وصنعنا زينة بسيطة أضافت بهجة العيد على المنزل، وبالطبع لم أنسَ شراء بيضة الشوكولاته لوضعها بجانب سرير كل طفل من أطفالي في صباح يوم العيد.

البقاء في المنزل لن يمنعنا من معايدة الأهل والأحباء، وباستخدام السوشال ميديا اتصلنا معهم وعايدناهم وشاهدناهم، لنخبرهم أن ابتعادنا عنهم في هذه الفترة هو ابتعاد جسدي فقط. وكان لرسائل وبطاقات المعايدة الإلكترونية الحصة الكبيرة التي أظهرت محبتنا لهم واشتياقنا لرؤيتهم هذا الأمر الذي زرع البسمة في وجوههم والفرح في قلوبهم.

ولأن معنى العيد لا يكتمل إلا بالصلوات والدعاء والشكر لله….. وقفنا في صباح يوم العيد كعائلة لنرفع أيدينا وقلوبنا نحو الله ونطلب منه أن يزرع الأمل والفرح والسلام في قلوب كل العالم.

بهذا الخطوات تعلّمت مع أطفالي أننا نعيش المعنى الحقيقي للعيد عندما نظهِر محبة كبيرة واهتمامًا بمن حولنا ونشاركهم فرحنا، لنكون بذلك أبناء النور والفرح في زمن الوباء والمرض.

اقرأ أيضا: أنشطة منزليه لأبنائك المراهقين في وقت الحظر

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أنشطة منزليه لأبنائك المراهقين في وقت الحظر

أنشطة منزليه لأبنائك المراهقين في وقت الحظر

فكرة إفطار سريعة

فكرة إفطار سريعة ولذيذة: صحن الفاكهة واللبن