في ظلّ الأزمة التي يمرّ بها العالم كلّه هذه الأيام “أزمة فيروس الكورونا”، فقد فُرضت علينا إجازة في معظم البلاد للمدارس، وأيضًا توقفت الأنشطة الاجتماعية في النوادي والمراكز الرياضية، وأصبح الخروج من المنزل عليه محاذير كثيرة. في ظلّ هذه المحاذير أصبح عدم خروج الأطفال هو الاختيار الأفضل خوفاً عليهم من العدوى.
نحن الآن أمام حقيقة أن “الأطفال في إجازة، إجازة من كل شيء: المدرسة والنادي واللعب في الخارج.”
فهل نحن مستعدّون لهذه الإجازة؟
في طفولتي كنّا نردّد أغنية بمناسبة دخول الإجازة الصيفية تقول باللغة العامية المصرية: “نقضي إجازة سعيدة ونشوف حاجة جديدة مفيدة” بمعنى.. دعونا نقضي إجازة سعيدة ولنكتشف فيها أشياء مفيدة. وما زالت هذه الجملة إلى الآن تتردّد في ذهني كلّما ذكرنا كلمة إجازة “إجازة سعيدة مفيدة.”
وهل يمكن أن تكون الإجازة سعيدة ومفيدة في نفس الوقت؟
لدى معظمنا قناعة سواء كنّا صغاراً أم كباراً أن الإجازة يجب أن تكون بلا التزامات أو مسؤوليات لتكون إجازة حقيقية وسعيدة.
ورغم أن تفشّي فيروس الكورونا أمر لا يجلب السعادة إطلاقاً، إلا أني اكتشفت أن أولادي وأصدقائهم سعداء لفكرة غلق المدارس وعدم الذهاب إلى التمارين الرياضية، لأنهم ببساطة يحبّون الإجازة فالإجازة معناها عدم الالتزام بأي شيء.
وجدت نفسي امام حقيقة أننا في إجازة من نوع جديد ويجب التفكير في أفكار لقضاء هذه الإجازة بشكل جديد أيضًا يتماشى مع الظروف المحيطة بنا من محاذير صحيّة حول “فيروس الكورونا”.
كيف نجهّز أنفسنا للإجازة:
- نجتمع معًا كأسرة لشرح الأزمة التي يمرّ بها العالم حالياً دون التضخيم أو التقليل من الوضع، ونحاول شرح أهمية الإجراءات الوقائية للحد من فيروس الكورونا التي تقوم بها البلاد والمؤسسات في هذه الفترة دون إثارة الذعر داخل الأطفال.
- نتفّق على أن هذه الإجازة يجب أن تكون مفيدة لنا، ولهذا سوف نلتزم بالاتفاقات التي سنصل إليها معًا.
- نقترح أفكارًا لقضاء الإجازة ونكتبها في ورق.
- يفضّل عمل جدول للاقتراحات ويكون بمواعيد محدّدة.
- الذهاب لشراء احتياجاتنا من طعام أو أشياء أخرى تساعدنا في عمل العديد من الأنشطة اليدوية كالأوراق وأقلام التلوين.
أفكار عملية لقضاء الإجازة:
- توزيع بعض المهام المنزلية الخفيفة على الأبناء حسب سنّهم وقدرتهم على القيام بهذه الأعمال.
- إعادة ترتيب الخزائن والأدراج.
- فرز الألعاب والملابس التي لا نستخدمها وتجهيزها للتبرّع بها لأطفال آخرين.
- ترتيب الألعاب حسب أنواعها واستخدامها.
- فكرة صنع البسكويت أو البيتزا مغرية جدا للأطفال في كل المراحل العمرية، فنأخذهم معنا إلى المطبخ للمساعدة.
- إقامة حفل للشاي أو أي مشروب يحبّه الأطفال مع البسكويت الذي صنعناه معًا، ويمكن ارتداء ملابس الخروج في هذه الحفلة.
- ارتداء الملابس التنكرية وتمثيل أدوار هذه الشخصيات.
- حفل غناء ويمكن أن نشترك معهم كآباء وأمهات في الغناء.
- مسابقة للرسم وتعليق الرسومات في المنزل.
- ممارسة الهوايات بشكل أكبر سواء إذا كان الأطفال أهملوا هواياتهم القديمة فهذه فرصة للرجوع إليها، وإذا كانوا يمارسونها فيقومون بالتدرّب عليها أوقات أطول.
- صنع خيمة من الوسائد والأغطية واللعب داخلها.
- زرع بعض البذور الموجودة داخل المنزل مثل البقوليات والاهتمام بها يوميًا.
- إذا كان المنزل به حديقة أو مكان خارجي، يمكن الخروج واللعب فيه يوميًا صباحًا للاستفادة من الشمس.
- ممارسة بعض الرياضات الخفيفة ويمكن فتح الفيديوهات الخاصة بها على الإنترنت ومحاولة تقليدها.
- تخصيص وقت للعب الألعاب الالكترونية.
- مشاهدة الأفلام المفضّلة لهم.
- مراجعة الدروس التي تعلّموها خلال الفترة الماضية في المدرسة.
- إذا كانت المدرسة ستضع شرحًا أو واجبات على موقعها الخاص يجب علينا المتابعة والدراسة. اقرأ هنا: 6 نصائح للتعامل مع التعلم عن بعد
- بالنسبة للبنات يمكن أن يجرّبوا تسريحات جديدة للشعر.
- يمكن قياس الملابس ومحاولة عمل أطقم جديدة من القطع القديمة.
- نطلب منهم تأليف قصة وإذا كان سنهم يسمح بالكتابة يكتبوها ثم يقرأوها لنا.
- نحفّزهم على كتابة يومياتهم ليتعلّموا التعبير عن مشاعرهم والاحتفاظ بذكرياتهم.
- لا ننسى تشجيعهم على الصلاة والعبادة حتى إذا كان سنّهم صغيرًا.
- يجب علينا تخصيص وقت يومي للعائلة نجتمع فيه معًا… للعلب أو مشاهدة الأفلام .
- الأكل الصحّي مهم عمومًا، وفي هذه الأزمة يجب الاهتمام به جيدًا للمحافظة على صحّة الأطفال.
- يمكن زيارة الأصدقاء والأقارب لكن التأكّد أولاً من عدم إصابة أي شخص بأي أعراض مَرضية.
- يمكن الخروج للمشي في المنطقة المحيطة بالمنزل لكن دون لمس أي شيء.
- نتعلّم هوايات جديدة عن طريق الإنترنت، فالعديد من الدروس لتعليم الهوايات متاحة.
- نقترح على أبنائنا الاتصال بالأقارب أو الأصدقاء سواء هاتفياً أو عن طريق الكاميرات فهذا سيشعِرهم أنهم تقابلوا وجلسوا مع أصدقائهم بالفعل.
- جلسة تصوير باستخدام كاميرات هواتفنا، فنجهّز خلفيات مختلفة بالمنزل وفي عدّة أماكن، وأيضاً نجعلهم يرتدون عدّة ملابس مختلفة.
“ولتكون هذه الإجازة فرصة جيدة” لاكتشاف أبنائنا والتقرّب منهم، فنحاول قضاء أوقات أكثر من قبل، ونحاول التحدّث معهم أكثر. إذا استطعنا ممارسة بعض الأنشطة او الهوايات معاً سوف نكتشف فيهم جوانب جديدة وهم أيضًا سوف يروننا من جوانب أخرى مختلفة، ونبتعد عن العصبية والشجار بقدر المستطاع، والأهم نحاول أن نبعد عنهم التوتر والأخبار السيئة حتى لا نؤثر على نفسياتهم بشكل سلبي.
ولا ننسى “الأحضان والقبلات”على مدار اليوم.
“التشجيع” يجب أن يكون رد الفعل على كل محاولة منهم لتجربة الأشياء الجديدة أو القيام بالأعمال المنزلية أو ممارسة الهوايات.
“الإجازة السعيدة” او غير السعيدة هي اختيار، والمسؤولية الكبرى تقع علينا نحن الأهل فلنحاول أن نجعلها سعيدة.
“يجب الابتعاد عن النقض” بقدر المستطاع واستبداله بالنصيحة الهادئة.
“التأكيد على أننا سعداء” بقضاء أوقات طويلة مع أطفالنا سوف يسعِدهم بدلاً من إظهار الملل وترديد الكلمات السلبية حول تواجدهم بالمنزل كثيراً هذه الفترة.
وأخيرًا نتمنى لنا جميعاً إجازة سعيدة مفيدة.
اقرأ أيضا: أنشطة منزليه لأبنائك المراهقين في وقت الحظر
GIPHY App Key not set. Please check settings