أعجبتني صورة انتشرت مؤخراً وبشكل كبير على صفحات الإنترنت والتي تظهِر فيها المرأة ولها أيادي كثيرة، وبكل يد تقوم بعمل معين. تعبّر هذه الصورة عن المرأة المربية والعاملة والأم والصديقة والحبيبة، وهذه كلّها مهمات صعبة ملقاة على عاتقها بصورة أساسية. لكن، برأي الشخصي، حتى هذه الصورة لم تصف ضغوط المرأة وواجباتها اليومية بشكل كافٍ، لأن مجموع ساعات عملها اليومي قد يصل إلى ست عشرة ساعة، فتراها تنجز أعمالها على حساب صحتّها وراحتها ونظرة المجتمع إليها. ومن المفروض عليها أن تلعب هذه الأدوار دون تردّد أو تقصير.
هذا كلّه يجعل كل امرأة أم وعاملة، تشكو دومًا من الأجواء المشحونة التي تلبّد حياتها الزوجية والأسرية. وهذه الضغوط تؤثر سلبًا في علاقتها بأسرتها وزوجها وتمتدّ إلى مرحلة تفقِد فيها اهتماماتها بهواياتها الشخصية، وعلاقاتها الاجتماعية مع الآخرين.
اقرأ أيضا: من الأقوى حُب الرجل أم حُب المرأة؟
لكن ما يميّز المرأة عامة أنه مهما كانت خلفيتها وثقافتها فهي لا تستسلم لواقعها وتبقى دومًا قوية بروحها ونفسها. فهي تبدو كالشجرة في وسط الصحراء، ونراها دائمة الخضرة ومنتصبة تلقي بظلالها على من طلب الراحة تحت ظلها، لا بل أحيانًا تراها تشق الصخر لتخرج أغصانها فوق السطح رغم الحر الشديد وقلة الماء وعدم توفر الغذاء الكافي في التربة، وهكذا هي المرأة تتميّز بقوة العزيمة وقوة التغيير وقوة التأثير، فتجدها تصارع لأجل البقاء وتدافع عن ذاتها ووجودها وعن أطفالها وعائلتها.
في يوم المرأة العالمي، أشجّع كل امرأة أن تستخدم عقلها وفكرها وتكون منتجة وخلاقة قادرة على التحدّي، وأن تتخّذ قراراتها بنفسها لتصبح شخصيتها متسمة بالاتزان الفكري والاجتماعي، وأن تحترم نفسها وتقبل ذاتها، الأمر الذي يجعلها تستمر في العطاء، لترعى عائلتها أولًا ثم المجتمع بأكمله، وتؤدي الرسالة السامية التي خلقها الله لأجلها.
اقرأ أيضاً: يوم المرأة العالمي: لا نريد عيدًا للمرأة
GIPHY App Key not set. Please check settings