كيف نحمي أطفالنا من القلق من فيروس كورونا المستجد
لا بدّ لكل خبر جديد في الوقت الحاضر أن تتابعه وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يعني وصول الخبر بأسرع وقت ممكن لعدد أكبر من الناس. لا تقف الأمور على نقل الخبر وحده ولكن لا بدّ لبعض الأمور الإضافية، وخصوصًا إن كانت عن طريق الشائعات، وهي أمر طبيعي تلاحق كل خبر مهما كان ذلك الخبر إيجابيًا أو سلبيًا على الناس.
ولأن هناك العديد العديد من وسائل التواصل الاجتماعي بين أخبار مكتوبة أو منقولة بالصوت والصورة أو البث المباشر، فهنا تبدأ الشائعات بالظهور بطريقة أداء مختلفة عن طريقة نشر الخبر الحقيقي بطريقة تناسب تفكير الناس. فمثلًا فيروس كورونا المستجد مؤخرًا كان حديث الجميع من البلاد والناس ووسائل التواصل الاجتماعي حتى الأطفال يتكلّمون عنه بطرقهم الخاصة ويوضّحوا ما يعرفون بل ما سمعوا عن هذا الفيروس. فبينما تؤكّد الأبحاث الطبية خطورة الفايروس، هنالك العديد من الناس مما يعتقدون بأنه لا وجود له.
حتى نحمي أنفسنا من كل ما يؤذيها بالتفكير والقلق، علينا أن نكون متأكّدين من أن المركز الرئيسى للخبر هو مركز موثوق معتمد للجهات الرسمية، وعلينا أن نخبر أطفالنا بذلك أيضًا حتى لا يكونوا ضحايا لأي خبر يتلّقونه في المستقبل، ويعرفوا كيف يحصلوا على المصدر الرئيسي للأخبار نفسها. فهذا بحدّ ذاته أول خطوة من خطوات الوقاية “البحث عن الخبر وتفاصيله من مصادر موثوقة“. ولأننا اعتدنا في السابق على قراءة الأخبار من الورق وكانت مصدرنا الوحيد، إلا أن ذلك يكون صعبًا على أبنائنا تفهّم الأمر، خصوصًا أن أمامهم أجهزة تفي بالغرض. هنا يأتي دورنا بأهمية التحدّث إليهم وإعطائهم أمثلة عليها حسب أعمارهم وقدراتهم الاستيعابية، حتى يثقوا بنا ونحميهم من أي شيء قد يؤذيهم.
تسبّب انتشار فيروس كورونا المستجد مؤخرًا بالكثير من القلق والهلع بين الناس، حتى أن خوف الأهل انتقل لأبنائهم بطريقة غير صحّية وذلك بسبب خوفهم وحمايتهم بطرق مختلفة. من الطبيعي أن يشعر الأهل بالخوف من فيروس جديد وخطير خصوصًا لعدم وجود لقاح خاص به، إلا أن كل ذلك يجب أن لا يوقع الجميع ليكونوا ضحّية الأخبار المتناقلة وغير المؤكّدة. المضحك في الأمر أن حديث الأطفال أصبح بعيدًا كل البعد عن اللعب أو الدراسة وتمحور حول الخوف والموت والمرض. لذلك يصبح “توفير الأمان للأطفال” وقاية من المرض أيضًا.
هناك العديد من الطرق والتي من خلالها نحمي أطفالنا من أن يكونوا ضحايا للإشاعات:
1- أهمها مراقبة وقتهم على الأجهزة الإلكترونية التي يصلون من خلالها إلى الأخبار بطرق مختلفة. هذه الطرق تتنوّع ما بين رسائل من الأصدقاء، أو من خلال مقاطع فيديو تنشر بصوت وصورة لأشخاص غير حقيقين على أساس أنهم ضحايا للمرض وأن المرض تمكّن منهم، أو من خلال الرسائل الإلكترونية غير المباشرة والتي تصل للجميع في نفس الوقت. كل هذا إن استطعنا السيطرة عليه نوعًا ما نكون قد سيطرنا على الوقت مع الأبناء.
2- بالإضافة إلى قضاء الوقت بأمور مختلفة مثل وقت العائلة والقيام بنشاطات جماعية تناسب جميع أفراد الأسرة وكذلك مشاهدة أفلام عائلية أو مشاهدة الصور العائلية والحديث عن الذكريات والعديد من الأمور التي تستطيع كل أسرة القيام بها مع أبنائها. أقرأ هنا: أفكار نشاطات عائلية منزلية بسبب تعطيل المدارس
3- من أكثر الأمور التي تستطيع كل أسرة قضاء وقت كافٍ فيها هي التدريب سويًا على السيطرة على الأمور وخاصة الصعبة منها، ولكن البدء تدريجيًا في ذلك، مثلاً: اختيار موضوع سابق وتجربة سابقة مرّ بها الأهل سويًا كأسرة أو بين الوالدين، والتحدّث عنها وعن مدى أهمية الأمر في بدايته والصعوبات التي واجهوها سويًا حتى تخلّصوا من تلك المشكلة. بعد ذلك سؤال الأبناء لو كانوا مكان الأهل فهل سيقومون بفعل نفس الشيء أم سيختارون طرقًا أخرى؟ مع الترحيب الكامل بكل أفكارهم حتى لو لم تكن منطقية، فمشاركتهم لإيجاد حل للمشكلة سُيشعرهم بأنهم جزء مهم من تلك الأسرة.
وعليها وبناء على ردود فعلهم نأتي بأمور كانت أصعب نوعًا ما من السابقة، لنشعِر الأبناء بأن ذلك متوقّع في حياتنا. ثم التحدّث عن الشائعات التي دارت حول ذلك الأمر، وكيف واجهناها كأهل ولم نجعلها تسيطر علينا بالكامل بالرغم من أنها أخذت وقتًا كبيرًا من تفكيرنا، ولكننا بالتفكير السليم استطعنا السيطرة على الأمور وأنهينا مشكلة كنّا نعتقد أن لا حلّ لها، ولا مانع من الضحك معهم لنشعِرهم أن أكبر المشاكل التي اعتقدنا أنها واجهتنا والتي بكينا بسببها، نحن الآن نضحك عليها.
كذلك هو الحال مع التعايش مع فيروس كورونا الستجد، إنه مشكلة ولكن علينا أن لا نسمح لأي شيء غير حقيقي بتعكير تفكيرنا ووضع كل السلبيات أمامنا. لكن التفكير من الناحية الإيجابية بأن هناك طرق للوقاية من الإصابة به، وأنه حتى في حالة الإصابة وانتقال العدوى فهناك طرق أخرى للتعامل معه، والشيء الإيجابي بالأمر أن جميع المسؤولين قائمين على أعمالهم كما يجب. وها هم يسعون ليوفّروا الحماية في البلاد لمنع انتشار العدوى، سواء بفرض الحجر أو التمركز في أماكن معينة أو أي خطوة إيجابية أخرى. هناك أيضًا من يبحث وبقوة عن علاج ولقاح للتخلّص من الفيروس وضمان عدم عودته للإنسان. كلهم يعملون ما يستطيعون، لذلك علينا أن نفعل ما نستطيع أيضًا بالبقاء ملتزمين بما يُطلب منا واتّباع طرق الوقاية كاملةً.
اقرأ أيضاً: خليك بالبيت: أفكار لقضاء وقت بالمنزل
GIPHY App Key not set. Please check settings