معظمنا يجهل ما الذي ينبغي علينا فعله لنتمكّن من اجتياز هذه المرحلة بسلام، وربما لا ندرك أن علينا تغيير الكثير من عاداتنا اليومية وتقنين ميزانيتنا بطريقة مختلفة عن حياتنا الروتينية، لأننا لا نعلم متى ينتهي هذا الحجر الصحّي !!!
اعتدنا على نمط من الحياة مريحًا، عشنا فيه براحة تامة دون التفكير بما يحمله أو يخبّئه لنا المستقبل، فكل شيء متوفر ومتاح وبأي وقت نريد، هذا الأمر الذي أعطانا رضى وسلام داخليين. لكن واقعنا الحالي يخبرنا بعكس هذا تمامًا، وما يحدث في العالم وفي بلدنا من انتشار هذا الوباء، والذي تطلّب منّا الجلوس بمنازلنا لفترة طويلة فرض علينا طريقة حياة وطريقة تفكير جديدة، وربما صعبة على بعض الناس.
ماذا يتوجب عليّ كأم أن أتصرّف لأكون واقعية وقوية وأتمكّن من التكيّف والتحكّم بهذه الظروف ولا أدعها تتحكّم بنا؟! كيف أنظّم قائمة مشترياتي لأحافظ على نظام غذائي جيّد، وبنفس الوقت أتمكّن من وضع مخزون من الطعام يكفينا لأطول فترة ممكنة لأننا لا نعلم متى تفتح السوبرماركت!!!!
اعتبرنا أننا بمخيّم، وكان لا بدّ من وضع برنامج يومي وجدول لتنظيم يومنا، يتضمّن ساعة الاستيقاظ وساعة النوم وأوقات الوجبات اليومية، ووقت للأنشطة، ووقت خاص لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، ووقت المطالعة، وطبعًا لا ننسى الوقت الخاص لتجتمع فيه الأسرة وترفع صلاتها لله.
وبما أن الطعام يأتي في المرتبة الأولى للأساسيات التي يجب توفيرها بالمنزل، وضعت جدولاً آخر لتنظيم الأولويات في شراء الأغراض لفترة الحجر الصحّي ، وخاصة أن الجلوس لوقت طويل دون برنامج محدّد يتطلّب وجبات استثنائية وغير ضرورية تدرَج تحت بند التسلية.
أحببت أن أعرض عليكم بعض الأفكار التي قمت بها، وأتمنى أن تستفيدوا منها:
- اعتمدت فكرة تخزين الطحين، فهو يعتبر مادة أساسية وضرورية في هذا الوقت لأني قادرة على صنع الخبز والمعجنات والحلويات في حال لم نتمكّن من الخروج من المنزل لفترة طويلة.
- تخزين الخميرة، ويفضّل شراء الخميرة المحفوظة ضمن ظرف والتي يبدو شكلها مثل الحبوب.
- خوفًا من الوصول لمرحلة لا أجد فيها لحمة ودجاج استبدلتها بالحبوب كالعدس والفول والحمص، وهذه يمكن تخزينها لفترة طويلة.
- كنت حريصة أن لا أضع الكثير من الأكل في الثلاجة خوفًا من انقطاع الكهرباء وبدلاً من تخزين الخضار في الثلاجة مثل السلق والجزر والبازلاء والفول استبدلتها بالمعلبات أو المخللات والكبيس.
- شراء المعلبات من عدّة أنواع مثل الطون والمرتديلا والفول والحمص والبازلاء والفاصولياء واللوبياء، مع مراعاة أن يكون تاريخ الإنتاج حديثًا حتى تستمر أطول فترة ممكنة.
- تخزين كمية مناسبة من الطعام الجاف الذي يتمثل في الأرز والبرغل والمعكرونة والذرة والسكر والملح والقهوة والشاي.
- يفضّل تخزين عصير الليمون الحامض في زجاجات أو شراؤه بودرة، فإنه يخشى من فساد الحامض الطازج بسرعة عند انقطاع الكهرباء.
- ولم أنس توفير السكاكر والحلويات للأطفال، وحبوب الإفطار والبسكويت المالح والحلو والفواكه المجففة والمكسرات والتمر.
- يمكن أيضًا شراء الخضروات التي لا تفسد بسرعة، مثل البصل والبطاطا والجزر، والفاكهة كالتفاح والبرتقال.
- وفيما يخصّ البيض تمكّنا من حفظه في مكان بارد وجاف مع إبقائه في الكرتون الموضوع فيه، أما الأجبان فحاولت شراء الأنواع المعلّبة والمسحوب منها الهواء.
- وبما أن طفلي هو من الأشخاص الانتقائيين في طعامهم، توجّب علي مراعاة اختياري لنوعية الأطعمة التي سأقوم بشرائها، وخاصة أنهم في حالات التوتر يصبحون أكثر عنادًا وأكثر انتقائية.
- كما وحاولنا تأمين قارورات المياه الكبيرة، التي من الممكن أن نستفيد منها في حال انقطاع المياه سواء للشرب أو الطبخ والاستحمام.
- اشكر الله أن بيوتنا نحن العرب لا تخلو من المربيات التي نصنعها بأنفسنا كالمشمش والفريز والتين وأيضًا من الزيتون وزيت الزيتون، وورق العنب، هذه المواد الموجودة في كل منزل.
اقرأ أيضاً: خليك بالبيت: أفكار لقضاء وقت بالمنزل
بالنسبة لطريقة تخزين المواد الغذائية، خصّصنا مكانًا في المنزل لوضع هذه المواد التموينية بحيث لا تصل إليها الشمس ووضعنا بعض الألواح الخشبية ورفعناها عن الأرض قليلاً لإبعادها عن الرطوبة، بالإضافة لوضع بعض المواد المانعة للحشرات تحت هذه الألواح الخشبية، ووضعنا عليها سلات وفي كل سلة رتّبنا الأغراض بحيث لا تؤثر على بعضها.
- اتفقت مع أبنائي على فكرة عدم التخلّص من بقايا الطعام، وشرحت لهم بأننا قادرون على تسخين بقايا الوجبة لليوم التالي، أو تحويل بقايا الدجاج المشوي أو المسلوق إلى حساء مع الأرز أو البطاطا، أو تحويل اللحوم المتبقية إلى لحم مفروم لحشو فطيرة مثلاً، وهذا سيكون شهيًا أيضًا.
- ومن الضروريات التي يجب توفرها بالمنزل أيضا هي الأدوية، ومنها أدوية خفض الحرارة وعلاج الإسهال ومسكّنات الألم والصداع، بالإضافة إلى الضمّادات. ولا بد من التأكّد من وجود حقيبة إسعافات أولية، وتوفير كمية كافية من المناديل العادية والمناديل المبللة ومعقم الأيدي، والكمامات والقفازات المطاطية، والكثير من الكحول الطبي الذي من الممكن استخدامه في تنظيف المنزل والأيدي معًا.
- هناك العديد من المتفرقات التي يمكن نسيانها بسهولة ولكنها في غاية الأهمية، وتتمثل في الشمع والولاعات في حالة انقطاع التيار الكهربائي، والبطاريات ومنظفات للأرضيات والصحون البلاستيكية .
- كان لا بد من مراعاة الاحتياجات المختلفة لكلّ ساكني المنزل، فيجب توفيرها لتكفي فترة الحجر الصحّي بأكملها. ولأن الأطفال هم الأكثر تأثرًا وألمًا من هذه الأحداث، لأنهم يتعرّضون لضغوطات قد تقضي على حياتهم نفسيًّا واجتماعيًّا، حاولت توفير كل وسائل الترفيه الممكنة من ألعاب ورقية كورق اللعب والمونوبلي والأونو، ومعجون الصلصال الذي صنعته بالمنزل، وألعاب “بلاي ستيشن”، وأكيد لا ضرر من شراء لعبة أو اثنتين جديدتين.
وحاولنا قدر الامكان الحفاظ على الروتين اليومي في فترة الحجر الصحّي ، والالتزام بالجدول وبالأوقات المخصّصة، فالصباح للدراسة أو لممارسة الرياضة والأعمال المنزلية، والمساء لاجتماع العائلة معاً وقضاء بعض الوقت في المرح أو مشاهدة الأفلام.
والأهم من كل هذه التحضيرات أن نتمتع بالهدوء ونحافظ عليه، ونزرع بأطفالنا روح الرضى والقناعة، ونخبرهم أن كل شيء يحصل معنا هو لخيرنا، وهذا سيساعدنا لنتمكن من اجتياز هذه المرحلة. ونجعلهم يدركون أن كل ما يمر معنا بحياتنا يمكن أن نستفيد منه ونخرج بخبرة جيدة حتى ولو كان الوضع مفروض علينا ولا يتماشى مع ما نحب أو ما يرضينا.
اقرأ أيضاً: طرق لحماية أطفالنا من القلق من فيروس كورونا المستجد
GIPHY App Key not set. Please check settings