مهما تكلّمنا عن فرحة الأطفال لقدوم عيد الميلاد ولاستقبال طفل المذود وتركيب الشجرة وتزيين المنزل وهدية بابا نويل وارتداء الملابس الجميلة و….. فلن تكفي الكلمات ولن تعبّر عن جزء بسيط من هذه الفرحة.
فابتداء من أول شهر كانون يبدأ أطفالي بالعد العكسي للأيام وهم محتارون، ماذا يطلبون من بابا نويل هذه السنة؟ وكيف سيقضون الوقت مع أصدقائهم وإلى أين سيذهبون، وماذا سيحضرون هدايا لأصدقائهم وتساؤلات كثيرة تشغلهم….
لكن إن وقفنا للحظة مع ذواتنا وفكرّنا جيدًا، هل أصبح عيد الميلاد مجرّد قائمة مهام طويلة تجعلنا نحن الأهل نضجر في هذه الفترة، ونعيش حالة من الضغط؟ وترانا نجتاز موسم الميلاد بالتركيز على أنفسنا وعائلاتنا وأولادنا… وعلى ما نرغب ونريد و نستحق… فالبعض يريد منزلاً مزينًا جميلاً والآخر يريد هدية مميّزة وآخر يريد حفلة مثيرة يستمتع بها، لكن إن كانت هذه فقط نظرتنا للعيد…. فنحن نفتقد الميلاد الحقيقي!
فميلاد يسوع المسيح ليس مجرد قصة سمعناها من أهلنا وحفظناها، وحكيناها لأطفالنا مرات كثيرة. قصة الميلاد ليست فقط عن مريم أو يوسف أو أليصابات وزكريا أو الرعاة والمجوس والنجم.
لذلك أردت هذه السنة أن نخرج من هذه المظاهر والانشغالات، ونعيش قصة الميلاد بكل معانيها، وبدلًا من تلقي الهدايا من الآخرين، نكون نحن الهدية التي يمكن أن نقدّمها لطفل المذود …… أحضر كل طفل من حصالته مبلغًا هو اختاره، واشترينا هدايا صغيرة وصنعنا أكياسًا من الحلوى، ودعينا الأطفال اليتامى على غذاء العيد في بيتنا، وأقمنا لهم حفلاً صغيرًا ثم وزّعنا عليهم الهدايا وأكياس الحلوى. عندما نظرت لأطفالي كانت عيونهم ترقص من الفرح، والسعادة واضحة على وجوههم، وبعد انتهاء الحفلة أخبرني أطفالي أنه أجمل عيد ميلاد يقضونه وأنه في كل عيد سيدعون أخوتهم اليتامى ليشاركوهم فرحتهم.
هذا هو عيد الميلاد…. فالله يريد مني أن أكون هديته للعالم، حتى يعرفوا اسمه ومجده وغرض مجيئه. وعندما نجعل حياتنا مذودًا يجد فيه طفل المغارة راحة له… فلا ندع هذه الأوقات من عيد الميلاد لانشغالنا بالمظاهر المؤقتة لهذا الموسم.
ويبقى مجد عيد الميلاد هو معجزة وجوده… طفل مضطجع في مذود.
اقرأ ايضاً: 7 أفكار سهلة للاحتفال بعيد الميلاد المجيد مع العائلة
GIPHY App Key not set. Please check settings