لم تكن تلك المكالمة الهاتفية كأي مكالمة تلقيتها من المدرسة، كانت الأصعب عندما أخبرتني المعلمة بأن ابني عدواني ويغضب بسرعة ويضرب وأحيانًا يعضّ ويرفس من أمامه.
بالرغم من أن كل ما قالته لي كان صدمة بالنسبة لي إلا أنني سرعان ما تذكّرت تصرّفاته الجديدة مع إخوته ومع أصدقائه ولكن كنت أعتقد أنني سيطرت على الأمر عندما طلبت منه أن يتوقف.
ولكن للأسف لم تكن كذلك حتى جلست مع المرشدة في المدرسة وقامت بإعطائي بعض النصائح التي علي أن أتبعها لكي أسيطر على عدوانية ابني في البيت وفي المدرسة، سأشارككم بها لنستخدمها عندما نشعر بسلوك عدواني يخرج من أطفالنا.
اقرأ أيضاً: التنمّر: أسبابه وأنواعه وطرق علاجه
-أن نحاول أن نستجيب وبشكل فوري لأي تصرف قد يظهر به الطفل غاضبًا وفي طريقة للعدوانية، مثلاً: لا ننتظر أن يضرب أخاه حتى نوقفه ولكن علينا أن نرفع صوتنا وبحدة وأن نخبره بأن ذلك مرفوض وأن مجرد التفكير في الإيذاء مرفوض، وعلينا أن نبعده عن المكان مباشرة لفترة قصيرة لنحد من حركته في المكان الذي شعر فيه بالغضب. بعد ذلك وبعد أن يهدأ سوف يستوعب الأمر ويصبح قادرًا على نقاش الأمر معنا.
-أن تكون ردة فعلنا ثابتة مهما كان الأمر صعبًا، مثلاً: لا نصبح أقل اهتمامًا للأمر لأنه أمر مكرّر ولا بد أن الطفل تعلّم من أول مرة، كلا، لأنه لو تعلّم لما كرّر نفس الشيء لذلك علينا الاحتفاظ بنفس ردة الفعل فإذا قام بضرب أخاه مرة لا نسمح بذلك أن يتكرر ولا حتى التفكير في الأمر. عندها سيدرك الطفل أن مجرد التفكير في تكرار الأمر فلا بد من العقاب.
-أن نعطي الطفل بدائل للتصرّف العدواني، مثلا: علينا أن نهدأ كليًا وأن يهدأ الطفل، ويتوقف عن التحدّث عن الأمر الذي حصل. ثم وبكل هدوء نراجع الأمر معه بكل لطف نؤكد له أنه من الطبيعي جدًا أن نغضب وأن نرفض ما يحصل ولكن ليس من الطبيعي أن يكون غضبنا هذا سبب في إيذاء وإزعاج غيرنا.
-أن لا نخاف ولا نخجل من طلب مساعدة غيرنا، فكلّنا مررنا بلحظات نحتاج فيها إلى من يساعدنا في أمور التربية. غالبًا ومن الأفضل أن نلجأ للوالدين لأننا بلا شك نعرف أنهم سيقدّمون لنا النصيحة المناسبة. وإن شعرنا بأن كل تلك النصائح لم تنفع فلا مانع من طلب استشارة الاختصاص في ذلك حتى نستطيع وضع حد لكل الأمور التي لا تناسبنا.
-أن نخفف من ساعات مشاهدة التلفاز والأجهزة الإلكترونية، والتي بلا شك هي سبب إتلاف العديد من خلايا الدماغ. وأن نكون واعيين تمامًا لما يشاهدونه، ونمنعهم من مشاهدة أي شيء يدل على السرعة في الحركة أو العدوانية، وأن نشاهد التلفاز ونلعب معهم لنكون واثقين من كل شيء.
-أن نكافئهم على سلوكهم الجيد، وليس فقط عقابهم على السلوك العدواني، وذكر السلوك الجيد وأي تصرف مختلف إيجابي، ونشعِر الطفل بفخرنا به لأنه قام به دون أي مشاكل كي يتقبل منا النقد على السلوك السيء.
-أن نوفر لهم وسائل للحركة بحيث يكونوا قادرين على تفريغ كل الطاقة التي بداخلهم، والتي قد تكون مصدر إزعاج في البيت إن لن يقوموا بتفريغها والتخلص منها. من الأفضل أن تكون في الهواء الطلق لكي لا يسبب أي خسائر إن استخدم أسلوب الركض السريع لتفريغ طاقاته.
-أن نكون حريصين على أن نسمع كلمة آسف من أبنائنا، وذلك بعد القيام بالخطأ حتى لو لم يكن يقصدها لأننا بذلك نخفف من حدة ردة فعل الطرف الآخر وقدرته على استيعاب ما حدث له، وكذلك سيكتسب الطفل عادة الاعتذار عندما يؤذي أو يجرح شخصًا ما.
-أن نحافظ على هدوئنا ولا نجعل الموقف يزيدنا عصبية، لأن بالصراخ عليهم وضربهم أو تلقيبهم بأي شيء لن يفيد أبدًا، ولكن ما نحصده هو فقط سلوك عدواني وغضب أكبر وكأننا أعطيناه وسيلة جديدة يجربها. إلا أنه بهدوئنا فإن الطفل يتعلم طرقًا جديدة للسيطرة على المواقف والتحكم بالأعصاب عندما يواجه مشكلة معينة.
أقرأ ايضاً: كيف أجعل طفلي يسمع كلامي
GIPHY App Key not set. Please check settings