ربما عندما تسمع عن “يوم الغذاء العالمي” تعتقد- كما اعتقدت- أنه يوم فيه نأكل كل ما يخطر على بالنا، أو ربما هو مثل اليوم الحرّ في نظام الريجيم (برنامج تخفيض الوزن) الذي يتّبعه الكثيرون فيه يخرجون عن النظام المحدّد لهم ليأكلوا بحريّة.
هو يوم فيه العالم يدعو إلى تقديم طعام صحّي للجميع، وبنفس الوقت يحافظ على عالم صحيح منه نأخذ الكثير من هذا الطعام الصحّي. فهو إذن ليس فقط مكافحة الجوع بتوفير الطعام لمن يعجز عن الحصول عليه، ولكنّه كذلك دعوة لمكافحة السمنة ودعوة لحياة تتسم بنظام غذائي صحّي متوازن.
كما هو معروف فإن الطعام هو من احتياجات الإنسان، فدون الطعام قد يموت الإنسان، وغياب بعض العناصر الغذائية الاساسية تقوده إلى العديد من الأمراض، والإفراط في تناول الطعام أو الميل إلى أنواع الأغذية غير الصحية والمصنعة يؤدي إلى السمنة وما يرافقها من أمراض ومشاكل صحية وغيرها.
خلال السنوات الماضية ازدادت الأمراض الناجمة عن السمنة وارتفاع الوزن، كما وازدادت نسبة السمنة بشكل كبير. هذا الازدياد لم ينحصر في البلدان الغنية التي تتمتع بمصادر كبيرة، ولكن شمل كذلك البلدان الفقيرة.
فمع زيادة الأطعمة المصنعة، ومع انشغال الناس وزيادة التوتر والانفتاح على العالم، أصبح الناس يعتمدون على الأغذية المصنعة والسريعة، وازدادت وجباتهم في المطاعم. ففي وتيرة الحياة السريعة، والتعب الجسدي، والانشغال النفسي أصبح الفكر مشغولًا بكل شيء ولم ينشغل أو يفكّر بنظامه الغذائي. فبدأ الإنسان يأكل لسد جوعه أو للتسلية، ولم يهتم لمدى صحّة الطعام أو قيمته الغذائية أو فوائده أو مضارّه الصحيّة.
اقرأ أيضاً: ماذا يجب أن يأكل ابني أثناء الدراسة
هذا كما قل النشاط البدني فاعتمد الناس على وسائل المواصلات وازدادت سبل الراحة والرفاهية، فأصبح الإنسان بالكاد يتحرك مما قاده إلى الكسل والخمول والتعب الجسدي وأمراض العضلات والعظام، كل هذا بسبب نقص الرياضة وغياب نظام الحياة الصحي.
هدف يوم الغذاء العالمي من خلال دعوته لمكافحة الفقر وتغيير الفكر من نحو الغذاء الصحي إلى:
فكل عام وأنتم بخير في يوم الغذاء العالمي، راجين أن يكون عامًا فيه نقترب أكثر من الوصول إلى حالة من صفر فقر في العالم، وعالم بصحّة أفضل.