نتحدّث كثيرًا عن أملنا بأن يكون لدى أبنائنا رغبة بالقراءة المتواصلة حتى يكبروا على حب القراءة وعلى قضاء وقت كافٍ فيها، لما لذلك من فوائد عديدة لهم في حياتهم ومستقبلهم. ولأن القراءة مهمة جدًا لتنمية مهارات الطفل، ليس فقط الأكاديمية بل الاجتماعية كذلك، وهي طريقة مميّزة لتنمية القدرات الدماغية لدى الأطفال، فهذا سيساعد على تطوّر اللغة لديه وزيادة الكلمات في قاموسه، ممّا يسهّل عليه التحدّث والتعبير عن نفسه لاحقًا. ولكن كيف أعلّم طفلي أن يقرأ؟
ولكن هل حاولنا أن نفكّر يومًا كيف نعلّم أطفالنا حب القراءة؟
طريقتنا في أن نحبّب الأطفال في شيء ما هو جعلهم يمارسونه، فمثلاً حتى نضمن أن يحبّ الطفل الخضروات كما يحبّ الفاكهة علينا أن نقدّم له الخضروات بطرق مختلفة ونضيف لها النكهات الخاصة ليحبّوها لأننا نعلم أنها مفيدة لهم. كذلك الأمر مع القراءة علينا أن نتدرّب على فنون تعليم الطفل حبّ القراءة، فمن أفضل الطرق التي أعلّم فيها طفلي القراءة هي:
أن نبدأ مبكّرًا جدًا في القراءة لهم ومعهم
في المكتبات تُباع القصص والكتب، وأغلبها مكتوب عليها العمر المناسب للطفل سواء أن يقرأها هو أو أن تُقرأ له. علينا أن نختار العمر الذي يتوافق مع طفلنا، وأن لا تختار أكبر من عمره بقليل لأن طفلنا ذكي ويستوعب أكثر، فالقصص تُكتب بما يناسب مستوى تفكير عمر الطفل وليس مستوى الذكاء. ولا نهمل رغبة الطفل حتى لو كان قادرًا على القراءة، وطلب منا أن نقرأ له، فعلينا أن نلبّي رغبته لأنه بذلك يريد أن يتعلّم كيف يصيغ القصة، ولأنه يثق بنا ويريد طريقتنا. اقرأ أيضاً: لماذا أقرأ لطفلي؟ 5 فوائد للقراءة للأطفال
طرح الأسئلة أثناء قراءة القصة
خلال قراءتنا القصة للأطفال من الأفضل أن نتوقّف بين الحين والآخر ونطرح بعض الاسئلة من محتوى القصة لتشويق الطفل وقياس قدرته على التركيز. فقد يكون الطفل مستمعًا لنا فقط لأنه يريد الانتهاء من القصة، وقد يكون متشوقًا للنهاية ويرفض أن يُطرح عليه أي سؤال، ولكن علينا أن نشجّعهم على محاولة إيجاد إجابات الأسئلة التي طرحناها ليتعلّموا محاولة استنتاج وتوقّع النهايات.
وضع الكتاب في مكان أقرب من الألعاب إلى الطفل
ليكون بذلك خياره الأول، ولكن ذلك لا يعني أنه سيختاره أولاً، ولكن سيراه قبل أي شيء وقد تقع يده عليه قبل اللعبة، خصوصًا إن كان الكتاب ملونًا وصوره كبيرة وواضحة للطفل وكلماته كبيرة. قد يختار الطفل كتابًا أو قصة سبق وأن قرأها، ولكن لا مانع من ذلك لأنه قد يبحث عن طريقة أخرى لقراءة القصة أو يريد الاستمتاع بجزء معين منها وليس بأكملها. علينا أن نترك له خيار الاختيار خصوصًا أننا من البداية وضعنا أمامه كتبًا مختلفة ولكنها جميعها تناسبه.
وجود الأهل قدوة للأبناء في القراءة
إن كان الوالدان أو أحدهما لا يحبّ القراءة ولكن يريد أن يشجّع طفله على القراءة، فلا مانع أن يأخذ الأب أم الأم كتابًا ويجلس ليقرأ أو حتى يتظاهر بالقراءة، لأن الاطفال يقلّدون والديهم في كل الأمور تقريبًا. ولكن في أغلب الأحيان يصبح الأطفال كالوالدين حتى في العادات البسيطة مثل القراءة وغيرها.
جعل زيارة المكتبة أمرًا مهمًا بين الحين والآخر
على الأهل اختيار المكتبة كمكان للذهاب إليه عندما يطلب الأطفال الذهاب إلى أي مكان في حالة الملل. حتى وإن لم يرغب الأطفال بالقراءة في المكتبة، فوجودهم داخل المكتبة، وفكرة أن الكتاب هو الخيار الوحيد لديهم وأنه الوسيلة الوحيدة للترفيه وقتها، هذا يجعلهم يشعرون برغبتهم بالقراءة. قد يطلب عندها الأطفال أن يكون لديهم مكتبتهم الخاصة بالبيت، ولا مانع من ذلك حتى لو بدأت تلك المكتبة بقصتين أو ثلاث قصص، ولكن الفكرة جيّدة وتفيد الطفل باللجوء إلى الكتاب في حالة الملل، أو قد يذهب للكتاب لأنه يريد أن يقرأ.
حضور معارض الكتب
اصطحب طفلك لأي معرض للكتاب في منطقتك، واجعل من ذلك اليوم يومًا مميزًا بالحديث عنه، وأنك متشّوق جدًا لذلك اليوم، لأنك ستتعلّم الكثير وستشتري الكتب وتقرأ أكثر. كل هذا التحفيز يجعل طفلك يشعر بنفس الشيء، ويصبح متشوقًا للذهاب إلى المعرض، فهذا حتمًا سينمّي رغبة المطالعة لدى الأطفال.
دمج الكتب ضمن الهدايا
من الأفضل أن يكون هناك كتاب أو قصة في مجموعة الهدايا التي تقدّم للطفل على مدار السنة، سواء لعيد ميلاد أو في الأعياد أو مكافأة تقرير المدرسة أو في حالة إنجاز مهمة موكلة إليه، فنحن من نستغّل تلك الظروف لنضع الكتاب هدية بين الهدايا لتشجّعه ويقرأها.
إعطاء الطفل حقوق القراءة
أن يحترم الأهل الطفل ورأيه في القراءة، مثلاّ ماذا يريد أن يقرأ من ضمن المجموعة الخاصة به، أو أين يريد أن يقرأها، وكم المدّة التي يريد أن يقضيها في القراءة، أو من أين يريد أن يقرأ القصة حتى لو من نصف الأحداث، فعلينا أن نحترم رغبة الطفل في ذلك، وبعد الانتهاء نسأله إن كان يريد أن نخبره بالطريقة الأخرى للقراءة وعليه أن يتقبّل النصيحة ويصبح لديه طريقة أخرى للقراءة معتمدًا على ثقة أهله به واحترام رغبته.
أن نكون صبورين
هذه من أهم الأمور بكل تفاصيلها خصوصًا إن كان الطفل مَن يقرأ لنا وتكون قراءته ضعيفة، علينا أن نتحلّى بالصبر حتى لا يفقد الطفل رغبته بالقراءة ونخسر ما هو الأهم. كذلك الأمر إن كنا نحن من نقرأ، وبدأ الطفل بالأسئلة الكثيرة فلا مانع من ذلك أيضًا، فهو يحاول أن يصل إلى النهاية بأسرع وقت لذلك علينا أن نكون صبورين جدًا. أيضاً: 6 خطوات سهلة تجعل ابنك يقرأ بلا ملل
GIPHY App Key not set. Please check settings