الفرحة كبيرة عندما يُضاف أفراد جدد للعائلة، فمع ولادة كل طفل للعائلة فرح، وبنفس الوقت مسؤولية. فعلى الأهل مسؤولية حماية ورعاية وتربية أبنائهم. هذا لا يعني أَسر وحبس الأطفال كطيور في قفص، ولكن إطلاقهم للطيران كنسور تحلّق في السماء، وفي طيرانهم هذا فرد الأجنحة تحتهم لحمايتهم إن أوشكوا على السقوط.
الأطفال في بداية حياتهم في الأسرة يكونون تحت أجنحة الأهل وفي حمايتهم كل الوقت، وكلما كبر الطفل فإنه ينال أوقاتًا من الحرية والاستقلال بعيدًا عن الأهل. فهو ينتقل من سرير بقرب والديه أو في سريرهم الخاص إلى سرير منفصل ثم غرفة منفصلة، ثم ينتقل من البيت إلى الحضانة أو الروضة. ومع مرور الوقت تتسع دائرة حريته فلا يغدو تحت ظل جناحيهم ولكنه يصبح في سماء واسعة شاسعة.
نضج الأهل وتربيتهم الواعية لأبنائهم تتسم في جانبين وهما: زرع القيم والأفكار وتمكين الطفل ليكون قادرًا على التأقلم مع الحياة خارج دائرة حماية وسيطرة الأهل. وهذا يتمثل في قضاء الوقت معهم والعيش كمثال وقدوة لهم وتقويم سلوكهم. والجانب الآخر هو مراقبتهم من بعد، وهذا يتغير ويتنوع مع العمر والظروف التي يمر بها الأبناء في حياتهم. فلقاءات الأهل مع المعلمين والمدرسة، ومتابعتهم والحديث معهم، والتعامل مع أصدقائهم وأنشطتهم اللامنهجية تساهم في هذه المتابعة.
ولكن يبقى السؤال الذي نسأله: هل تسليحنا لأطفالنا بالقيم الصحيحة، وباب التواصل المفتوح معهم، ومتابعتهم كافيان، وهل هم قادرون تمامًا على حماية أنفسهم، وماذا لو واجهوا مواقف فيها عجزوا عن حماية أنفسهم، هل لنا دور في ذلك؟ كيف يمكننا أن نعرف، وكيف يمكننا أن نتدخل؟
انتشر مؤخًرا ما هو معروف بالرموز السرية، والتي استخدمها الكثير من الأهل لمساندة أبنائهم ومساعدتهم في حال تعرّضوا لخطر أو رغبوا في تجنب مواقف أو أوضاع غير مناسبة أو خطرة أو لا تتفق مع قيمهم.
الرموز السرية هي كلمة أو جملة أو رموز متفق عليها بين الأهل وأبنائهم لمساعدة الأبناء في الخروج من مواقف قد تكون خطرة أو غير مريحة أو لا تتوافق مع قيمهم، ولمساندتهم في التخلّص من مثل هذه المواقف والحصول على دعم الأهل لهم، فمثل هذه الرموز قد تكون مثل رقم الطوارىء الذي نتصل به في حالات طلب النجدة. إلا أن هذه الوسيلة مختلفة فهي سرية وبين الأهل وأبنائهم فقط، وتتم بطريقة مريحة دون إطلاق أي صفارات إنذار ملفتة.
يجب أن تكون تلك الرموز السرية منطلقة من رحلة الأهل في رعايتهم وتربيتهم لأبنائهم، فالقيم واضحة ومتفق عليها، وخطوط التواصل والحوار متاحة. كما ويجب الاتفاق على الرموز التي يستخدمها الأبناء للأهل لاطلاعهم على ما يجري وهم بعيدون عنهم، ولطلب المساعدة في حال وجود خطر أو موقف غير مريح. فهي توفر وسيلة للانسحاب فيها يطلب الأبناء من أهلهم القدوم لأخذهم. يمكن أن يتم إرسال هذه الرسالة عبر الهاتف للأهل.
في إحدى القصص التي سردها أحد الآباء وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. والتي فيها استخدم الرمز X والذي من خلاله يعلن الطفل حاجته لقدوم أهله دون الحاجة إلى الشرح أو التفسير.
الاتفاق أن استخدام الرموز السرية هو لأمور تتعلّق بأمن الابن، وبوجوده في موقف فيه خطر على حياته أو لا يتوافق مع قيمه الأخلاقية. قد يكون هناك أفلام غير مناسبة أو أشخاص غير سويين يقومون بأعمال غير لائقة. أهم ما في الأمر هو وجود ثقة لدى الأبناء بأن الأهل متاحون وقادرون على مساندتهم في مواقف حتى لو كانوا هم من تسببوا بها. هذا هو دور الأهل بالبقاء إلى جانب الأهل وعدم التخلي عنهم مهما يكن.
ولنكن جميعًا لأبنائنا قادة نقودهم إلى الأمام، ولكننا متواجدين لحمايتهم من مخاطر غير متوقعة في رحلتهم هذه.
10 Comments
شكرا علئ النصيحة لما رحت عند صديقتي مالت نمشي لبيت خالي فورا بعتت لبابا كلمتنا السرية وجاني فورا اتلة أجا بابا عشان يخذني فمالت بأي وسولفت لبابا كلشي والي لصادقين هال بنت فالتلة حادر
شكرا
👍
شكرًا
ي
الفيديو حلو