لم أكن أدرك أن القراءة في عمر مبكّر للأطفال ذات أهمية كبيرة كما سمعت من طبيبة طفلي، فقد اعتقدت أنها كانت تبالغ عندما كانت تقول لي بأن أقرأ لطفلي من شهوره الأولى. الطفل عندما يسمع صوت والدته يهدأ ويبدأ بالتركيز ويحاول أن يفهم ماذا يخرج من شفتيها، فتصبح القراءة أكثر أهمية عندما تقرأ الأم بشكل تمثيلية مستخدمة الدمى المتحركة لتجعل من القصة واقعًا يفهمه الطفل. لكل شيء في حياة الطفل فوائد لما نقوم بعمله من أجلهم، وكذلك الأمر مع القراءة. فمن خلال القراءة للأطفال نستطيع أن نلخّص أهمية وفوائد القراءة للأطفال في عمر مبكّر على الأمور التالية:

1. ارتفاع قدرته على التركيز:

يقول المختصّون أن القراءة لمدة خمس عشرة دقيقة يوميًا تساعد على ارتفاع نسبة تركيز الطفل ليس فقط أثناء حمله للكتاب، ولكن التركيز على كل ما يدور حوله. فكلما زادت مدّة القراءة تزداد نسبة التركيز وتصبح التفاصيل غير المهمة في البداية أشياء أساسية لا بد من المرور إليها لمعرفة المزيد عنها. الملفت للانتباه هو أن القراءة في الصباح باكرًا تضاعف قدرة التركيز عند الأطفال ولو كانت قراءة لمدة قصيرة.

2. زيادة قدرة الطفل على فهم الأمور بأكثر من صورة:

بكل بساطة عندما نخبر الطفل عن الديناصور وكل ما يعرفه الطفل هو أن حيوان كبير قد انقرض، وهو مخيف. من خلال القراءة يمكن أن يعرف أن هناك أكثر من نوع للديناصورات، وأن له أشكال وألوان مختلفة، وأنه فعلًا مخيف في الشكل لأنه قرأ عنه ورأى صوره، فبهذه الطريقة تترسّخ الصورة كاملة عن الديناصور للطفل، وتزداد قدرة الطفل على المعرفة من خلال القراءة.

3. القراءة تسبّب في ارتياح الطفل ونومه بشكل أسرع وأهدأ:

قراءة القصص قبل النوم للأطفال هي من العادات التي تذهب معنا جيلًا بعد جيل، حتى لو كانت من مخيلتنا. فجميعنا اخترعنا القصص لأطفالنا حتى ينامون، ولكن عندما نقرأ القصة لهم تكون أقرب إلى الحقيقة بالنسبة لهم، لأنها مكتوبة ممّا يسهّل الأمر عليهم ويسبّب لهم الراحة والنوم الهادىء.

4. مساعدة الطفل على ارتفاع قدرته على التعبير:

من خلال القراءة سيتعلّم الطفل كلمات جديدة، وسيتعلّم من خلال القصة متى يستخدم تلك الكلمات مما تزيد من قدرته على التعبير عن نفسه وعن أي موقف يريد أن يعبّر عنه ليصبح فيما بعد متحدّثًا قويًا قادرًا على التعبير وحده.

5. تقوية مهارات الكتابة لدى الطفل:

يقرأ الطفل فيتعلّم كلمات جديدة، مما يساعد في توسيع قاموسه الذهني، وهذا يجعله قادرًا على التعبير عن نفسه وعمّا يدور حوله بشكل أسرع، وبالتالي تصبح له قدرة كتابية عالية. كثيرًا ما يقوم الأطفال بمحاولة تلخيص القصة التي قرأها أو التي سمعوها إلى قصة قصيرة تكون فيها أهم الأحداث التي أثّرت في الطفل أثناء القراءة، وعليه فتكون قدرة الطفل على الكتابة عائدة على القراءة بالدرجة الأولى. اقرأ أيضا: طريقة سهلة لتشجيع الأولاد على الكتابة

6. التخفيف من التوتر عند الطفل:

أغلب الأطفال عندما يشعرون بالقلق أو التوتر يذهبون إلى لعبتهم المفضلة أو قطعة من القماش تخصهم وحدهم و ينفردون بها ليخففوا من القلق الذي يشعرون به. ولكن هناك الأطفال المعتادون على القراءة يذهبون ليقرأوا كتابًا ولو للمرة الألف، خصوصًا إن كان ذلك الكتاب يعبّر عمّا يشعرون به في تلك اللحظة ممّا يخفف من التوتر لديهم وعودتهم إلى طبيعتهم دون توتر أو قلق.

7. تقوية الذاكرة عند الأطفال:

عندما يقرأ الطفل قصة أو كتابًا فيه أسماء مهمة، أو يتحدّث عن شخصيات مهمة أو معالم تاريخية، فتلك المعلومات تبقى راسخة في عقل الطفل، مما يزيد من نسبة التركيز وارتفاع قدرة الطفل على تذكّر ما يختزن عقله من معلومات ويعود لاستخدامها عند الحاجة حتى ولو بعد فترة طويلة.

8. ارتفاع قدرة الطفل على التحليل:

قراءة الطفل للقصص أو الكتب إو الروايات التي تجري فيها أحداث كبيرة تساعد الطفل على أن يرتفع لديه قدرة التحليل، وقد يأخذ الطفل بعض الوقت جانبًا ليقوم بتحليل لماذا يحصل هذا في هذه القصة دون اللجوء لقراءة المزيد ويحاول أن يقوم بذلك وحده، وعندما يعتقد أنه وصل إلى الإجابة يعود ليقرأ القصة وغالبًا ما يكون تحليله في مكانه خصوصًا إن كان الطفل قد اعتاد على القراءة، لأنه بالقراءة المستمرة تزيد نسبة قدرة الطفل على التحليل.

9. قوة الشخصية والثقة بالنفس:

الطفل الذي يقرأ تكون لديه ثقة بالنفس عالية جدًا، والسبب فيها أنه يعرف أن لديه معلومات مختلفة عن أكثر من أمر معين، مما يجعله قادرًا على مناقشة أي أمر أو موضوع يناسب عمره ويناسب ما قام بقراءته، ويكون نقاشه بكل ثقه لأنه واثق من معلوماته التي اكتسبها من القراءة فنجده يحاور ويناقش حتى مَن هم أكبر منه سنًّا، وقد يعود لكتابه أو قصته لإثبات ما يقوله مما يعزز ثقته بنفسه وقدرته على إثبات كلماته ومصداقيتها.

10. التسلية:

لا ننكر جميعًا لأن شراء القصص هي الأقل سعرًا بين جميع وسائل الترفيه للأطفال، فشراء قصة أوفر بكثير من شراء لعبه قد يمل الطفل منها في أقل وقت. يبقى للقصة أثر مختلف لأنها لا تجعله فقط يقرأ بل يحلّل ويفسّر ويحاور ويناقش ويكتسب مهارات مختلفة بسبب تلك القصة القصيرة التي تعلم منها الكثير.

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

6 خطوات سهلة تجعل ابنك يقرأ بلا ملل

التهاب العصب الوركي أسبابه، أعراضه وطرق علاجه

التهاب العصب الوركي: أسبابه، أعراضه وطرق علاجه