تعدّدت أنواع الذكاء عند الأطفال، وقد درس الكثير من مستشاري طب نفس الأطفال وأخصائي التربية فروقات الذكاء. لم يكن الأمر سهلاً، لأن لكل ذكاء ما يميّزه، والذي قد يختلف تمامًا عن ما يميّز نوعًا آخر من الذكاء، بالرغم من أن الصفات تعود لطفل ذكي ولكن ذكاء عن ذكاء يختلف. قد يتمتّع الطفل بذكاء واحد، ولكنه يكون مسيطرًا عليه بكل الأمور، وهو يستخدم ذلك الذكاء في تسهيل كل أمور حياته. قد يتمتع طفل آخر بنوعين أو أكثر من الذكاء، ويكون قادرًا على استخدام المناسب بحسب الموقف التي يتعرّض له. لكن في نهاية الأمر هذه قدرات، ولكل طفل قدرات خاصة به وهو يستطيع استخدام ذكاءه الخاص في الأمور التي تواجهه.
سنتحدّث عن أربعة أنواع من الذكاء، ونصف ما يميّزها عن غيرها. إلا أن الهدف من معرفة نوع الذكاء لدى أطفالنا ليس للتباهي بها، ولكن لنعرف لماذا يتعامل طفلنا مع الأمور بهذا الشكل، فهو يراه مناسبًا بحسب ما تخبره قدرته الذكائية. أول أنواع الذكاء هي:
الذكاء الذاتي
هذا النوع من الذكاء يخص الطفل وحده، وإلى حد كبير يعتمد الطفل على نفسه في كل أمور حياته لأنه يعرف أن لديه القدرة على السيطرة على الأمور. من أهم ما يميّز الطفل المتمتع بالذكاء الذاتي هو أنه لا يمانع من عمل الأنشطة الفردية وذلك بسبب ثقته الكافية بنفسه. وهو يستمتع بذلك النشاط، وكثيرًا ما نجد هذا الطفل يحمل ورقه وقلمًا ويكتب ما يريد أن يعمل أي أنه منظم في حياته، وكثيرًا ما يفاجئنا بالابتكار والاستقلالية في التفكير. من صفاته كذلك أن عدد أصدقائه قليل وهو يكتفي بهم، وهو طفل نادرًا ما يطلب المساعدة لحل أي مشكلة يتعرّض لها، ويتقبل المسؤولية الكاملة لأي تصرّف يتعرّض له لأنه يعرف نقاط ضعفة ونقاط قوته، وهو قادر على تحفيز نفسه بنفسه، ولا ينتظر ذلك فهو قادر على التعبير وبصورة جيدة عن أهدافه ومشاعره، فهو يخطّط ويتخذ القرارات بحسب معرفته بنفسه وقدراته، ويعمل جاهدًا على تحقيق أهدافه ولا ييأس. ما يميّز هذا الطفل أنه دائمًا ما يفكّر بأن يكون له عمل خاص، لأنه بطبيعته قيادي. هذا النوع من الذكاء يساعد الطفل على اتخاذ قرارات لمواجهة الأمور وتقبل الفشل إن حصل.
أيضاً: كيف أكتشف مدى ذكاء طفل بعمر سنتين
الذكاء الاجتماعي
من خلال الاسم واضح جدًا أنه يتعامل مع الكثير من الناس من حوله، سواء أطفال أو كبار. هو طفل يفضّل الأنشطة الجماعية ويرغب بالتفكير مع الآخرين دون ملل، لذلك تشعر بأنه محبوب من الآخرين، ويطلب الآخرون منه النصيحة، وهو صاحب شخصية جميلة يستمتع بمقابلة أناس لأول مرة في حياته بحيث لا يشعرون أنها أول مرة، وهو لا يتردد في أن يطلب استشارة من الآخرين. يهتم بالناس ويفهم مشاعرهم ويتعامل مع تلك المشاعر كما يجب، وهو قيادي جيد ولديه قدرة على التحفيز والتفاوض بالرغم من صغر سنه، ولوجوده طابع خاص ومناخ مختلف عن الغير لأنه قادر أن يعبّر عن مشاكله دون خجل وعن أفكاره كذلك. هذه الشخصية من الأطفال هي شخصية سهل التعامل معها بالرغم من أنه قيادي، إلا انه لا يفرض رأيه على الغير بسبب قدرته على التعامل مع أي أمر.
الذكاء الطبيعي
ذكاء يتمتّع به الأطفال الذين كان للطبيعة دور كبير أثناء تربيتهم، والمقصود بذلك عندما يسمح الوالدان لطفلهم بأن يستخدم الطبيعة كمصدر رئيسي للتعلم، لأن هذا الطفل يستمتع بجمع وتصنيف أوراق الشجر والأحجار والتراب بألوانه والصدف وغيره الكثير من الأشياء الطبيعية حوله. هو يحبّ الحيوانات كذلك ويرغب بتربيتها، ويحبّ أن يزرع وأن يتابع ما زرع وهو ينمو ويكبر، وكثيرًا ما نجده جالسًا يتمتع فقط بالطبيعة ومناظرها. ولأنه يحب الطبيعة كثيرًا ما يقوم بإعادة تدوير الاشياء بدلاً من التخلّص منها لأنه يحبّ الطبيعة ولا يريد أن يؤذيها. كثيرًا ما نجده في الحدائق خصوصًا حديقة الحيوانات والبرك المائية التي يتوافر فيها الحيوانات، وحتى في المتاحف التي تتحلّى بعلاقة مع الطبيعة. هو طفل غريب نوعًا ما، نجده يبحث عن النشرة الجوية حتى يعرف أين يذهب وكيف يحافظ على النبات أو على الحيوان وحمايتهم من الجو. أكثر ما يفرحه هو هدية كتاب عن الطبيعة، أو حضور استعراض للحيوانات. كم هو جميل أن يكون للطبيعة دور كبير في حياة أبنائنا، وأن يكون الطفل على طبيعته كطفل لأن ذكاءه الطبيعي سمح له بذلك.
الذكاء الحركي
قد نقول فجأة: نعم هذا ما يتمتع به طفلي، فطفلي دائم الحركة ولكن ليس هذا المقصود. المقصود هو استخدام الطفل للحركة في التعبير عن ما يريد، لأنه طفل يتعلّم فقط من خلال حركة الأشياء واللمس والأعمال اليدوية، فمثلاً لا يمكن أن نقنع الطفل بأن الهواء هو من حرّك أوراق الشجر، ولكن عندما يرى حركة الرياح وحركة الأوراق سيتعلّم ذلك لأنه رآه. هو طفل عندما يتكلم يتحرّك كثيرًا بيديه، ومن السهل قراءة تعبيرات وجهه لأنها تكون واضحه جدًا لذلك، فهو لديه مرونة جسدية عالية جدًا من الصعب عليه أن يبقى في مكانه بلا حركة فهو يريد أن يتحرك ويبحث عن المعلومة. يحب الرقص والتمثيل وهو متفوق في الرياضة ولديه قوة جسدية، ألعابه المفضلة هي التركيب والفك مثل المكعبات والأعمال اليدوية والحركية مثل الجري والقفز، وعنده قدرة على تقليد الآخرين ووجوههم، ويجيد استخدام يديه وعضلاته بكل دقة.
اقرأ أيضاً: أنواع الذكاء لدى الأطفال
GIPHY App Key not set. Please check settings