واجهت الكثير من الصعوبات والمشاكل لجعل طفلي يصغي إليّ، فهو عنيد ولا يستمع للعديد من الأمور التي أطلبها منه، وأعجز عن التواصل معه بسبب عدم رغبته الإصغاء إليّ.

وقد واجهت الكثير من المواقف المحرجة أمام الأصدقاء والعائلة بسبب ذلك. إلا أنني لم أتمكّن من الاستمرار في التعرّض لمثل هذه المواقف، لهذا فقد تحدّثت إلى بعض المختصين في هذا المجال، وكانت نصائحهم إيجابية للغاية وفعّالة. هذه النصائح لجعل طفلي يصغي إليّ أثناء الحديث كانت تلخّص الوضع، وتقدّم الحلول من خلال أمثلة تبدو وكأنها من حياتي في المنزل مع ابني. سأذكرها لما لها من فوائد:

1. الاحترام يولّد الاحترام: التحدّث إليه بكل هدوء وتهذيب دون صراخ كي يبادلنا نفس الشعور ويتعلّم منه، خصوصًا أن الأطفال يقلّدون ويتأثرون بردود فعل الشخص الذي يتكلّم معه. فلا يصلح أن نصرخ عليهم ونطلب منهم الهدوء والاستماع. اقرأ أيضاً: تأديب الطفل دون اللجوء إلى الضرب والصراخ

2. التحدّث مع الطفل عندما يكون قريبًا منّا، وأن لا ننادي عليه من غرفة إلى أخرى بصراخ وغضب لأن ذلك سيمنعه حتمًا من الاستماع إلينا، واستخدام أسلوب الهمس لأنه يؤثر إيجابيًا على الأطفال ويحثّهم على الإصغاء بشكل أفضل.

3. عندما نطلب منه شيئًا لتنفيذه، علينا أن نفسح له بعض الوقت حتى ينفذ ذلك. مثلاً إذا كان يلعب علينا إخباره أن لديه خمس أو عشر دقائق للبدء بتنفيذ ما طُلب منه خصوصًا إن كان يلعب بلعبته المفضلة. وذلك كي لا يشعر بتقييد حريته وبالتالي سيمتنع عن الإصغاء.

4. الابتعاد كل البعد عن التذمر والتذكير الدائم، فإن كنا نتذمر بشكل مستمر من عدم تنفيذ الطفل لما يُطلَب منه، فذلك لن يحثّه على القيام بالعمل، لذا علينا تجنب هذا الأسلوب.

5. عدم المبالغة في تفسير الأمور، فكلما بالغنا وأكثرنا الكلام فسيفقد الطفل تركيزه وسيرفض الإصغاء.

6. عدم تصنيف الطفل في خانة سلبية أو إيجابية محدّدة في حال رفضه تنفيذ الطلبات، فلا نقول أنه مشاغب مثلاً، فهذا سيؤدي إلى تراجع ثقته بنفسه. والعكس صحيح فلا نقول إنه ذكي لأنه يصغي إلينا، فهذا سيزرع الخوف في نفسه من خسارة اللقب وتغيير صورته أمامنا.

7. عدم مقارنة الطفل بطفل آخر، وهي أهم نقطة وأكثر الأخطاء شيوعاً في تربية الأولاد، لما لذلك من آثار سلبية على ثقة الطفل بنفسه، فهذا سيفقده الأمل ولن يصغي إلينا بعد ذلك.

كل تلك الأمور ستغيّر في الطفل أسلوب عدم إصغائه لنا، وسيصبح أكثر إصغاء لنا لأنه يملك ثقة بنفسه تجعله قادرًا على تمييز الأمور، وسيصغي لنا إن طلبنا منه بأسلوب يحترم شخصيته ويعزز ثقته بنفسه.

اقرأ أيضاً: كيف أجعل طفلي يسمع كلامي؟

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

تأديب الطفل دون اللجوء إلى الضرب والصراخ

تأديب الطفل دون اللجوء إلى الضرب والصراخ

كيف نساهم في حماية البيئة؟ 5 خطوات بسيطة

كيف نساهم في حماية البيئة؟ 5 خطوات بسيطة