مَن منّا لم يفقد أعصابه في رحلة تربية أبنائه! ومَن منّا لم يصرخ في وجه أبنائه، أو لجأ لرفع اليد أو حتى الضرب كوسيلة للتربية معتقدين أنها وسيلة ناجحة لتأديب الطفل ونهي الأبناء عن تصرفات معينة، ولتخويفهم من العودة إليها.

استخدمت العديد من الوسائل مع أبنائي، وأكثرها كان الصراخ والضرب أحيانًا، لأتمكّن من إظهار مدى غضبي على ما قاموا به.  ولكنني اكتشفت أنه كلما صرخت أكثر، فإن المشكلة تزداد، وعندما أستخدم الضرب تصبح ردود الفعل أكثر عنفًا. بحثت وقرأت وسألت عن الخطوات التي أستخدمها حتى لا أصل إلى هذه المرحلة التي فقط تزيد الأمور سوءًا، وقد توصّلت إلى 5 أشياء يمكن عملها لتأديب الطفل دون اللجوء إلى الضرب والصراخ وهي:

1. أهم شيء هو أن نكون هادئين تمامًا عندما نقوم بتأديب الطفل

فالانفعال يؤدي إلى أمور سلبية. ولكن علينا أن نشعر بالهدوء ونبدأ بالحديث معهم، ولكن إن لم نشعر بأننا على قدر كافٍ من الهدوء فمن الأفضل أن ننتظر ونطلب من أبنائنا التحدّث لاحقًا دون أن نذكر أن السبب هو الانتظار إلى أن نهدأ، فهذا له آثار سلبية على مشاعر الأبناء، فقد يشعرون أننا غير قادرين على السيطرة على الأمور بشكل تام.

2. عندما نبدأ بالحديث معهم، فعلينا أن نتكلّم بنبرة حازمة ولكن غير مرتفعة

لأن ذلك لن يفيد في حل المشكلة ولكنه يمكن أن يؤذي ويزعزع  شخصية الأبناء. علينا الانحناء إلى مستوى العيون والنظر إليهم مباشرة على أن يكون الصوت مستقرًا وحازمًا. فثباتنا بإظهار الاستقرار سجعل الأمر أكثر جدية لهم وسيجبرهم على الالتزام. اقرأ أيضاً: كيف أجعل طفلي يسمع كلامي؟

3. التحدّث إليهم عن عواقب الأمور

مثلاً في حال كسر شيء ما كان عليهم عدم لمسه، فضربهم لن يعلّمهم، ولكن علينا التحدّث إليهم بأن يمتنعوا عن اللعب حول الأشياء التي قد تتضرّر وأن نطلب منهم القيام ببعض المهام للتعويض عن خطأهم، مثلاً بمحاولة إصلاح ما تم إفساده أو بالقيام ببعض الأعمال في المنزل عوضًا عن ذلك. اقرأ أيضاً: أسلوب ذكي لمعاقبة الأبناء

4. من المهم جدًا عدم الانفعال أثناء المجادلة

خاصة إن استخدموا أسلوبًا غير لائق كرفع الصوت أو الصراخ أو المجادلة بطريقة غير مؤدبة، وإن حدث ذلك ما عليكم سوى الانسحاب وإخبارهم أنكم في الغرفة الأخرى، وأنكم مستعدون للتحدّث عندما يتخلّصون من توترهم.

5. تلعب المسامحة دورًا كبيرًا في إنهاء الأمر

فإن طلبوا المسامحة علينا مسامحتهم على تصرّفهم الخاطىء. هذا سوف يخفف جدًا من أجواء التوتر التي قد تزيد من سلبية الوضع. قد يرفض بعض الأبناء الاعتذار وطلب المسامحة. علينا أن لا نظهر المسامحة إلا عندما نشعر بأنهم اعترفوا بأن ما فعلوه خطأ وأنهم يطلبون المسامحة.

 بهذه الخطوات البسيطة ستلاحظون أن الأبناء سيطيعونكم ويسمعون لكلامكم أكثر، وسيتغيّرون في تصرفاتهم مع الاحتفاظ على استقرارهم العاطفي والنفسي.

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

One Comment

أسباب البكاء عند الأطفال

أسباب البكاء عند الأطفال

كيف أجعل طفلي يصغي إليّ أثناء الحديث

كيف أجعل طفلي يصغي إليّ أثناء الحديث