الإجازة الصيفية هي فترة منتظرَة من قبل الكثير وخصوصًا الأطفال، لأنها تأتي بعد فترة طويلة من الدراسة والامتحانات والنوم المبكّر وغيرها من الطقوس التي تحصل في كل بيت ومدرسة. يكون الأطفال في قمّة سعادتهم، إلا أن الأهل يكونون على قدر من القلق والخوف لأن تلك الفترة هي بمثابة أيام طويلة لا يعرفون كيف يشغلون أوقات أبنائهم فيها بطريقة بعيدة عن أي شيء قد يسبّب لهم الملل.

أهم شيء في ذلك أن نقوم باستغلال الإجازة الصيفية بطريقة صحيّة سليمة بعيدة عن أي مخاطر قد يتعرّض لها الأطفال. لأن بعض الأهل يرسلون أطفالهم إلى الحارات والشارع بهدف اللعب بعيدًا عن ملل البيت خصوصًا إن لم يكونوا قد رتبّوا الوقت وبرنامج لقضاء تلك الإجازة.

سأقوم هنا بذكر بعض الأمور وبعض النشاطات التي تفيد الأطفال واستثمار وقتهم في الإجازة الصيفية، حيث أن هذه النشاطات تمارَس مع الوالدين أو أحدهما حسب أوقات فراغهم ولا تقتصر فقط على الأم، وهي نشاطات جماعية حتى تنمو من خلالها الروابط الأسرية بين بعضهم البعض.

8 نشاطات ترفيهية للأطفال في الإجازة الصيفية

  1. أول هذه النشاطات هي القراءة: قراءة الكتب والقصص الممتعة بأكثر من طريقة مثلاً: أحد الوالدين يقرأ القصة التي تناسب الفئات العمرية لأبنائه وبعد قراءتها مناقشة القصة مع الأبناء لينمو بذلك روح الحوار بينهم. كذلك إن كان الأبناء قادرين على القراءة، الطلب من كل طفل قراءة القصة وحده وفي النهاية تلخيص أحداث القصة ومناقشتها مع باقي أفراد الأسرة. هنا يتعلّم الأبناء أن يستمعوا حتى النهاية ليحاولوا التركيز على الأحداث ليكونوا قادرين على إجابة الأسئلة لاحقاً، وأيضًا يكونون قد قضوا وقت عائلة مميّز بينهم.
  2. مشاهدة البرامج الوثائقية التعليمية مع الأبناء، مثلاّ: برامج عن الحيوانات والطبيعة أو عن البلدان الأخرى والتعرّف على معلومات عن تلك الحيوانات مثل أين تعيش وكيف تتكاثر وماذا تأكل، وعن الطبيعة واختلاف المناخ بين البلاد وعن البلاد الأخرى وعاداتها وتقاليدها وأهم ما يميّز تلك البلاد كذلك. ومن الجميل أن يكون للأطفال والأهل كتيب صغير لكتابة المعلومات التي يحصلون عليها بعد مشاهدة البرنامج ومناقشته مع العائلة. كما ويستطيع الأهل مشاهدة البرنامج على مرات إن كان وقت البرنامج طويلاً ولا يتناسب مع وقت فراغهم، ولكن بالطبع بموافقة الأبناء والاتفاق معهم.
  3. التحدّث عن الماضي وذكرياته: تلك الأحاديث تجذب الأبناء كثيرًا عندما يخبرهم أحد والديهم ما كان يفعل في عمره، وكيف كانت الأحداث وقتها تختلف لاختلاف الأجيال، وتوثيق تلك القصص بالصور أن وجدت حتى يتمكّن الطفل عيش تلك اللحظات مع والديه. كذلك السماح للأبناء بأن يسألوا ما يريدون وفتح مجال للنقاش والحوار. ولا مانع من ذكر أمور قام بها الأهل سابقًا وذكر كيفية تعامل الأهل معها بالطرق الإيجابية ليتعلّم الأبناء منها أن ما يحصل هو وسيلة تربية لا أكثر.
  4. التواصل مع الأصدقاء والجيران خصوصًا إن كان لديهم أبناء أعمارهم متقاربة من أعمار الأبناء، ومحاولة عمل نشاطات جماعية مثل الذهاب في رحلة أو تبادل الزيارات ومشاركة بعضهم الأكل أو الحلوى أثناء قضاء الوقت والتعرّف أكثر على بعض والأطفال لبعضهم لتكوين صداقات جديدة تساعدهم في قضاء عطلة ممتعة بدون ملل. قد يحضر الأبناء ألعابهم ويتبادلون أو قد يشاهدوا أحد الأفلام المناسبة أو البرامج سويًا لمحاولة تقوية الروابط.
  5. زيارة المتاحف أو المعارض التي تتحدّث عن الأمور التي تلفت انتباه الأطفال أكثر، مثلاً معارض التحف أو الرسم أو حتى السيارات وأنواعها أو معارض مختصّة بالأجهزة والإلكترونيات وطريقة التعامل الصحيحة معها لأن ذلك يجعل وقت العائلة ممتعًا خصوصًا إن تلك الأنواع من المعارض تكون لجميع الفئات العمرية وممتعه نوعًا ما للجميع.
  6. التركيز على مواهب ومهارات الأطفال. لا بد أن لكل طفل موهبة أو اثنتين يرغب بممارستهم بشكل دائم. من الطبيعي أن يكون الأهل مدركين تلك المواهب لذلك في العطلة الصيفية وقت كبير لممارسة تلك الهوايات ولن يملّ منها الطفل خصوصًا لأنها في النهاية هوايته وشيء يرغب بعمله. فإن كان الطفل يحبّ القراءة، على الأهل توفير الكتب والقصص المناسبة. وإن كان يحبّ الرسم فيجب توفير الورق والأدوات ليتمكّن الطفل من ممارسة الهواية وغيرها الكثير من الهوايات. لا ننسى أهمية تشجيع الطفل على الهواية وممارستها لأن ذلك يزيد إبداع الطفل في احتراف تلك الموهبة.
  7. القيام ببعض الأعمال التطوعية. قد يكون هذا شيء مستصعب من قبل البعض، ولكنه يساعد الطفل على الكثير من الأمور، فمثلاً: القيام بمساعدة الجيران على تنظيف المنطقة التي يسكنونها، أو مساعدة كبار السن في بيوتهم أو خارجها طبعًا بإشراف الأهل، وحتى داخل المنزل بمساعدة الأم في الأعمال المنزلية أو مساعدة أحد الأخوة في أمور أخرى. لكل ذلك أثر في نفس الطفل بأنه كان على قدر من الثقة وأنه قادر على عمل شيء خصوصًا إن تم شكره وتعزيز عمله أمام الجميع.
  8. وأكثر الأمور التي تفرّح الأطفال في قضاء وقت العطلة هو التسجيل في دورات ترفيهية لجميع الأسرة، حتى لو كانت ليوم واحد فقط في الأسبوع. إلا أن الطفل عندما يجد كل أسرته معه خارج حدود المنزل يلعبون ويتعلّمون سويًا، فإن ذلك يشعِره بالثقة والحب والأمان، وهنالك الكثير من النشاطات التي تكون على ذلك الشكل في مختلف المناطق.

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

كيف نتخلّص من رائحة العرق المزعجة

كيف نتخلّص من رائحة العرق المزعجة

5 أمور عليك التأكد منها قبل الدفع من بطاقة ائتمانية على الانترنت

5 أمور عليك التأكد منها قبل الدفع من بطاقة ائتمانية على الانترنت