كل شخص يحتاج إلى أسرة، فأسرتنا هي بيتنا وهي المكان الذي ننتمي إليه ونلجأ له طلباً للراحة والدعم والإرشاد والعون. إنه المكان الذي نكون فيه على حقيقتنا، ولا نحتاج بأن نتظاهر بغير حقيقتنا، وفيه ننال القبول والحب، ونستطيع أن نسترخي. هو حيث نكبر، وحيث لا نأخذ كل شيء بجدية كبيرة، بل يمكننا أن أن نضحك وأن نبكي وأن نصرخ و…..
في الأسرة نتعلم التوازن بين اهتمامنا بأنفسنا واهتمامنا بالآخرين، والأسرة هي المكان الوحيد الذي نشعر فيه بالأمان التام وفيه نستطيع أن نظهر ضعفاتنا، ونبقى متأكدين أنهم سيستمرون في محبتهم لنا. على الأقل هذا ما ينبغي أن تكون عليه الأسرة.
أكثر ما يحتاجه الانسان (والطفل بشكل خاص) هو العيش في عائلة محبة وداعمة، إلا أن الأسرة تأثرت بالظروف الاقتصادية فبدّدت شملها وزالت الحميمية بين افرادها، الأمر الذي أدى إلى التفكك الأسري الذي بدوره أثّر على الأطفال وجعلهم يسلكون طرقًا سيئة كالإدمان، وذلك محاولة منهم الهروب من شعور عدم الاستقرار وغياب الأمان….
إن بذور تكوين شخصيتنا الاجتماعية تبدأ من هذه الخلية الصغيرة، وما يكتسبه المرء داخلها من سمات اجتماعية هي الأساس الذي تنمو عليه كل سمات شخصيته الاجتماعية والتي سوف يتعامل بها مع المجتمع والناس فيما بعد. لذلك فكل ما يدور في الأسرة من تفاعلات وخاصة ما بين الأخوة يؤثر بشدة على تكوين الشخصية واكتسابها خصائصها الاجتماعية.
واجهت الحياة الأسرية كل أنواع الضغوط على مر العصور. واليوم تأتي المخاطر من تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، ومن العلاقات المنهدمة وضغوط الوقت. بالنسبة لكثير من الأولاد أصبح التلفزيون والإنترنت بديلين عن الأبوين، فهو يقدم نموذجاً فقيراً حتى وإن بدا مغرياً. لذا وجدت الأمم المتحدة ضرورة تخصيص يوم في السنة للتأكيد على دور الأسرة وأهميتها:
- لإحياء روح الحب والشراكة والتعاون بين أفراد الأسرة.
- لتبقى العائلة حجر الزاوية لحياة الانسان.
- لمرافقة مسيرة الأزواج بالرغم من الصعاب.
- هي نقطة الانطلاق المهمة التي يجب الاهتمام بها أولاً.
- من أجل بناء جيل قوي قادر على العطاء.
لا توجد أسرة كاملة أو قريبة من الكمال، لكن مهما كانت الظروف فأسرتنا يمكن أن تكون الواحة التي يجد فيها الأولاد المحبة غير المشروطة ويختبروا معنى المشاركة مع الآخرين، وفي وقت الشدة والمصاعب التي تمر بها الأسرة سيدركون المعنى الحقيقي للحب.
GIPHY App Key not set. Please check settings