كيف أصنع تأثيراً على ابني كأب

المشكلة في العجلات أم السكة؟

بالتأكيد منزلنا يشيخ، وهذا يظهر في الأعطال والكسور والأعطاب التي نواجهها في قطع الأثاث التي صار لها سنوات كثيرة. يبدو أنه قد حان الوقت لاستبدالها. قبل أسبوع بدأ يستعصي علينا فتح باب الخزانة. على الرغم من أنه من النوع السحاب وله عجلات ويسير على سكة. فتحه في غاية السهولة، لا، كان في غاية السهولة. الآن اضطر لحمله بكلتا اليدين لتحريكه يمينًا أو يسارًا.

ظننا أن المشكلة في العجلات ولذا حاولنا إصلاحها. لكن دون جدوى. عاينا السكة فاكتشفنا أنها بحاجة كذلك لإصلاح. لم تكن المشكلة فقط في العجلات بل في السكة أيضًا.

هناك نصيحة قالها سليمان الحكيم عن تربية الأولاد يقول فيها رب الولد في طريقه فمتى شاخ لا يحيد عنه. ما يقوله الحكيم هو أن علينا كآباء تربية الأبناء بطريقة مميزة تأخذ بعين الاعتبار طريق الولد، أو بالأحرى ميوله واتجاهاته وخصائصه وطباعه. كل ولد أو بنت له سكة مختلفة كما له عجلات مختلفة.

لاحظ أبناءك، كل واحد منهم مختلف عن الآخر. ليس في الشكل فقط بل في الجوهر. ولا بد أنك لاحظت أن كل واحد منهم يتطلب منك أسلوبًا مختلفاً للتواصل معه ودفعه لعمل ما هو مطلوب.

من الجدير بالذكر ملاحظة التحذير الكامن في وصية سليمان الحكيم، ترك الولد يسلك كما يريد (في طرقه الخاطئة) في الصغر سيؤدي إلى أن يسير في تلك الطرق في الكبر، وهنا يصدق من قال من شب على شيء شاب عليه. ومن هنا تظهر أهمية أن نؤثر على أبنائنا في الصغر فهذا سيحسّن من فرص أن يستمروا بالسير فيها في الكبر.

بالنسبة لنا، فقد رزقنا الله بابن واحد. ولذا صار من السهل علينا معرفة طريقه، ولكننا عبر السنين الماضية اكتشفنا انه في كل فترة من فترات حياته كان لزامًا علينا استخدام طريقة مختلفة للوصول له والتأثير عليه.

يمكنني أن ألخّص بعض النقاط الأساسية في رحلتي كأب مع ابني:

• اعرف هواياته وما الأمور التي يحب عملها وما لا يحب عمله.
• لاحظ ردود أفعاله في المواقف المتنوعة.
• لاحظ ما الذي يحفّزه أو يشعره بالسعادة والرضا.
• لاحظ ما هي الأمور التي تحزنه أو تعكّر صفوه.
• اصرف الوقت الكافي معه، وطّد علاقتك به.

حتى الآن لا تزال السكة في خزانة بيتنا عطلانة، يمكننا الانتظار لبعض الوقت قبل أن تحتاج لإصلاح جذري. لكن الأمر مختلف مع الابن، متى رأيناه يسلك مسلكًا خطأ لا يمكننا الانتظار، التمادي دون توجيه وتأثير وإجراء التغيير قد ينتهي به بمصير صعب.

لا تنتظر كثيرا، فالوقت ليس من صالحك.