in ,

يوم المرأة العالمي

لا تحتاج المرأة ليوم خاص للتحدّث عنها ولتقديرها ووصفها، لأن كل يوم هو يوم خاص بذكرى خاصة لها وبعمل خاص تقوم به. فهي الطفلة الحنونة على أخوتها، وهي الابنة التي تساعد والديها حتى بعد أن تتزوج، وهي الزوجة التي تبدأ بأسرة صغيرة لأسرة كبيرة وممتدة،  وهي الأم التي تفعل كل مستحيل لتجعل من أسرتها شيئًا مميزًا بالحب والسعادة، وهي المعلمة والممرضة والطبيبة والعالمة. لا شيء يستطيع أن يمنح تلك المرأة قيمتها الحقيقية، حتى لو كان لها يوم خاص للاحتفال كل شهر. ولكن شهر آذار جاء بربيعه ليكون في يوم المرأة العالمي ويوم الأم وكذلك يوم السعادة العالمي، فهذا الشهر أعطى المرأة الطفلة الابنه الأم الزوجة أكثر من يوم لأنها معنى السعاده بذاتها.

كثيرًا ما نقف في ذلك اليوم ونتذكّر بعض الأعمال التي قامت بها المرأة، ونتذكّر كم هي مميّزة بإتقانها لما تقوم به، لنمجّد دورها في كل صغيرة وكبيرة من أمور حياتها. تحتفل كثير من بلدان العالم بشكل رسمي بيوم المرأة العالمي، ويذكرون كل أعمالها ونشاطاتها، ومنهم من يقيم المؤتمرات لدعم المرأة ونشاطاتها، وكثيرًا ما يستخدمون هذا اليوم للتذكير بضرورة المساواة بين المرأة والرجل من خلال إبراز كافه المهام والنشاطات على جميع الأصعدة في الحياة، وبالرغم من ذلك إلا أنه لا يزال هنالك مساحة فاصلة بين المرأة والرجل.

كثيرًا ما تلجأ البلدان في مثل هذا اليوم إلى المطالبة بحق المرأة في العمل وفي الحياة وفي رفض العنف الذي لا زالت الكثير من النساء في بلاد العالم يتعرّضن له. ففي بعض البلدان تقوم المظاهرات والاحتجاجات في مثل هذا اليوم محاولة منهم أن يصنعوا تغييرًا في حياتهم وأن ينالوا أبسط حقوقهم.

اقرأ أيضاً: يوم المرأة العالمي: لا نريد عيدًا للمرأة

ولكن ذلك لا يمنع أن هنالك الكثير الكثير من النساء يمارسن حياتهن بشكل طبيعي، محافظات على كل حقوقهن، مؤديات كل واجباتهن، ويعملن في المجالات التي يريدونها. مع كل ذلك فهن أمهات صالحات لا يسمحن لعملهن أن يؤثر في أمور حياتهن العائلية، فهن مدبّرات لأمور العمل والحياة في آن واحد.

المرأة بطبيعتها حنونة ومساعدة ومتعاطفة، ولكن تزيد كل هذا الصفات وتتضاعف عندما تصبح تلك المرأة أمًا. ففي 21 آذار من كل عام نحتفل بيوم الأم، وهو اليوم الذي تفيض فيه العواطف من قبل الجميع، وكأن شريان قلب الأم تدفق بالمحبة للجميع ليقول لها الكل كلامًا لطيفًا مظهرين التقدير والامتنان لوجودها في حياتهم، ويكون هذا من وردة صغيرة من طفلة، إلى ورقة مرسوم عليها طفل مع والدته، إلى قصيدة شعر كتبها أحدهم، إلى هدية جاءت بعد توفير النقود أيام وأيام، إلى طفل لا يعرف إلا أن يقول أحبك يا ماما مع هدية بسيطة. هذا اليوم الذي نشعر بأنه وُجد للمحبة فقط، وهو اليوم الذي لا يعرف إلى الابتسامات والذكريات الجميلة.

اقرأ أيضاً أنت امرأة رائعة ومميزة: تاءات المرأة

وما هي الأم إلا مصدر للسعادة والمحبة، وفي نفس الشهر (آذار) يحتفل العالم بيوم السعادة العالمي ليكون يوم السعادة مرتبطًا بمصدر السعادة لنا وهي الأم. كثير من البلدان تحتفل بيوم السعادة العالمي، ولا تُقاس السعادة عندهم بنسبة الثراء أو الوضع الاقتصادي لهم، ولكنه بالدرجة الأولى يُقاس بحسب الحالة النفسية للسكّان ومدى توافق أمور حياتهم مع حقوقهم في البلاد، وكذلك وضعهم الصحي وخلوهم من الأمراض المزمنه، ومدى منع انتشار الفساد. كلما زات نسبة السيطرة على تلك الأمور، تزداد نسبة السعادة لسكان تلك البلد. وبالرغم من سوء الوضع الاقتصادي في بعض البلدان إلا أن تفهّم السكان بأن البلد تحاول مساعدتهم قدر المستطاع فهذا يُقاس على مستوى السعادة كذلك، ليس لأنهم يعملون على تحسين وضع البلد ولكن لأنهم كانوا من أولويات الحكومات لتحسين وضعهم ونشر السعادة بينهم.

اقرأ أيضاً: 8 أخطاء منتشرة في تربية البنات تجنبيها

ولأننا بشر فنحن لا نحتاج انتظار أي تصرّف من أي طرف آخر ليشعِرنا بالسعادة، ولكننا نحن قادرون على منح أنفسنا السعادة بأن نتصرّف بكل ما يسعدنا، وأن نكون دائمًا مع الأشخاص الذين ينشرون السعادة لنا ونراها من خلالهم، وأن نبتعد عن كل ما يسبّب الحزن والكآبة، وأن نتعامل مع الأمور بطرق بسيطة دون المبالغة بها، وأن نعلم ما يسعدنا حتى لو كان بالرقص أو الغناء. علينا أن نسعد أنفسنا بأنفسنا لنكون قادرين على تقديم السعادة لغيرنا، فنحن لا نستطيع أن نحبّ الحياة ونستمتع بها إن لم يكن لدينا حافز قوي يجعلنا نتحمّل ونسيطر على ضغوطات الحياة ونتجاوز كل المصاعب التي تواجهنا. لا مانع من أن نشعر بالسعادة عن طريق تقديم الحب والمحبة سواء لأنفسنا أو لغيرنا، فمثلًا أفرّح صديقتي بشيء هي تحبّه لأنني بذلك نشرت السعادة لها، وأقوم كذلك بشيء يشعِرني بالسعادة حتى لو كان مجرد شراء شيء لنفسي أحبه، لأن سعادتي الداخلية ستؤثر حتمًا عليّ وستعطيني تلك الطاقه التي من خلالها سأمنح سعادة لغيري. يشعر الكثير منا أن بشكر الله على ما يملكون وما يشعرون يكون هذا مصدر سعادتهم، فشعورهم أن الله معهم يمنحهم سعادة كبيرة. كذلك من يقومون بعمل الخير للآخرين، فإنهم يشعرون بالسعادة، وهذه السعادة من نوع آخر ولها طعم آخر.

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

يوم المرأة العالمي: لا نريد عيدًا للمرأة

يوم المرأة العالمي: لا نريد عيدًا للمرأة

تصحيح نطق حرف السين عند الأطفال

تصحيح نطق حرف السين عند الأطفال