أحزن كثيراً عندما أرى شاباً أو فتاة لديهم اضطرابات في الكلام، الأمر الذي يسبّب لهم الخجل في كثير من المواقف ويؤثر مع الأيام على نمو الشخصية لديهم وقد يُسبّب لهم مشكلات مجتمعية. هذا الأمر الذي دفعني لمراقبة نطق أطفالي، وعندما وجدت طفلي البالغ من العمر ثلاث سنوات ينطق بدل حرف السين حرف ثاء، حاولت جهدي لتصحيح نطقه، فلجأت لاختصاصين في علم نفس الأطفال ونصحوني باتباع مجموعة من الخطوات لأعرف إن كان سبب نطقه هو نتيجة سوء إطباق الأسنان والفكين، أو هو نتيجة عدم معرفة أين يضع لسانه وكيف يخرِج الهواء من فمه.
عندها ذهبنا لطبيب الأسنان ووجدنا أنه لا يوجد مشكلة لديه بالأسنان والفكّين، فبدأت مع طفلي مرحلة جديدة من التدريب، وطلبت منه أن ينطق (ث) ساكنة وطويلة، ثم يسحب لسانه داخل فمه تدريجياً وببطء. كانت لعبتنا هي كيف سيلفظ حرف السين، فكنّا نكرّر هذه العملية على مدار اليوم وأصبحت وكأنها لعبة، وعندما نشاهد التلفاز وتظهَر كلمة فيها حرف السين كان يحاول لفظ الكلمة بطريقة صحيحة، ونفس الأمر يتكرّر عندما نذهب بنزهه في الطريق.
أعطيته جهاز تسجيل صوت ليسجّل صوته في كل مرة يلفظ فيها الكلمة وليلاحظ التحسّن في أدائه، وبعض الكلمات السهلة للتدريب مثل (ساسا سوسو سيسي ساسي ساسو) ثم ينتقل لمرحلة أخرى يلفظ فيها كلمات في آخرها حرف السين مثل (رأس فلوس) ثم في وسطها (مدرسة كرسي مسعد).
أخذت منّا هذه العملية فترة أسبوعين حتى استطاع اللفظ بشكل جيد، فأحسست بالراحة والسعادة لأنه من المواضيع التي علينا الاهتمام بها بالإضافة لطعام ونظافة وتدريس الأطفال هو تصحيح النطق عندهم.
مرحبا