أكبر سعادة تلقتيها في حياتي هي عندما طلب مني ابني أن يقدّم المساعدة لزميله في المدرسة الذي كُسرت يده أثناء اللعب، فقد طلب مساعدته في تحضير الواجبات وحمل حقيبته طوال فتره علاجه. هذا أشعرني بكمية الاهتمام التي تعيش داخل قلب ابني وعقله، وكيف كان يبحث عن طرق أخرى ليكون بجانب زميله حتى لا ينزعج من كسر يده.
طبعًا كما نعرف جميعًا المساعدة هي من أفضل وأنبل الصفات الإنسانيه، لأنها تنبع من مشاعر حقيقية. فمن خلالها نتعلّم العطاء أكثر من الأخذ، وما نجهله هو أن مساعدة الآخرين والأعمال التطوعية لها تأثير قوي على الدماغ ويشعرنا بالسعادة بل ويجعل إنتاجنا في الحياة أكبر. لذلك علينا أن ندعم أبناءنا في كل مره يطلبون منا تقديم مساعدات للغير، ولا نتردد.
وهنا بعض النصائح التي تساعد على العطاء والمشاركة في الأعمال التطوعية:
أن ندمج بين رغبتنا في العطاء وما يحتاجه الآخرون
مثلاً: أن نكون على ثقه بأن ما نعطيه أو نقدّمه فعلاً غيرنا بحاجه له ليس فقط لأننا نريد ذلك، بل علينا أن نراعي مشاعرهم أيضًا حتى لا يشعرون بأننا تملقنا عليهم. فمثلاً: عندما يطلب الأبناء المال لتقديم تبرعات طلَبتها المدرسة لتقديمها للمحتاجين علينا أن نشعِرهم في البداية برغبتهم بتقديمها ليس فقط لأن المدرسة طلبت ذلك حتى لا يتحوّل الشعور من الشعور بالعطاء إلى الشعور بالاستياء.
أن نعلّم أبناءنا بأن لا ينتظروا مقابلًا للعطاء
وأن الهدف هو المساعدة، وان لا ننتظر أن يرد العطاء إلينا، بل أن نقوم به فقط عند الحاجه إلى ذلك حتى يكون نابعًا منهم ولا يشعرون بأنهم مجبرون عليه.
أن نبدأ في الأسرة
وأن نغرس فيهم حب المساعدة والمشاركة مع الأسرة بالدرجة الأولى في اللعب أو التنظيف أو حتى في الدراسة، سواء للأكبر منّا أو الأصغر، كذلك تشجيع الأسرة لبعضها بالتبرّع بما لا يحتاجونه من ملابس وألعاب للغير. اقرأوا أيضاً: كيف يمكننا مساعدة الآخرين من خلال تعزيل المنزل
غرس ثقافة التطوع هي من أهم المبادئ في التربية، ما علينا هو أن نعلّمهم ذلك ونوجّههم نحوها ولا نجبرهم ، وأنهم سيقومون بها عندما يشعرون أنهم على أتم الاستعداد لذلك، ونبدأ من أنفسنا عن طريق التسجيل باي منظمة أو جمعية للتبرعات حتى يروا ذلك فينا قبل أي مكان آخر.
GIPHY App Key not set. Please check settings