مهما حصل لا تكذبي على طفلك… كثيرًا ما نقوم بتصرّفات خفية عن أبنائنا دون أن ندرك مدى تأثيرها عليهم. فالكثير منا يحاول تجنب بكاء الأطفال أو حزنهم، فيتصرّفوا خفية عنهم حتى لا يزعجوهم، ولكننا لا نعلم مدى تأثير ذلك على الأطفال.

من أكثر التصرّفات التي تؤثر على الطفل هو خروجنا من المنزل دون أن يرونا. فنحاول الاختباء عن أطفالنا عندما نريد الخروج إلى مكان ما، وذلك لأننا لا نريدهم أن يرونا ويبكوا لخروجنا.

مثلاً عندما نضع الطفل في الحضانه أو الروضة أو المدرسة في السنين الأولى أو حتى إن كنا نريد تركهم مع العائلة أو الأصدقاء لوقت ما، فإننا نحاول الخروج خفية على شكل هروب كي لا يلمحونا ويبدأوا بالبكاء، فنحن لا نريد أن يكونوا في حالة من الحزن عند خروجنا. إلا أن هذا يؤثر على الطفل ويؤثر بشدّة فهو يجعل الطفل يشعر بالخوف وعدم الأمان عندما لا يرى  والديه، ويبدو وكأنه مختطَف. وما نجهله نحن كآباء أن ذلك يؤثر على الخلايا العصبية للطفل عندما يكبر بسبب شعوره المفاجىء بالخوف، وكذلك يؤثر على صحّته النفسيه وذلك بسبب فقد الثقة من والديه.

اقرأ أيضاً هل قول الأكاذيب بالفعل مشكلة كبيرة؟ 

لذلك من الأفضل أن يقوم الأطفال بوداعنا عند الباب وإخبارهم  أننا سنعود قريبًا، حتى لو كان ذلك محزنًا لهم. ولا داعي للقلق أو الخوف إن بكوا كثيرًا فهذا النوع من البكاء أفضل بكثير من بكاء الخوف الناتج من عدم رؤيتهم لنا فجأة فهو له تأثير عاطفي عليهم كذلك. فمن الأفضل أن نكون واضحين مع أطفالنا منذ صغرهم، وأن نكون صادقين في وعودنا حتى نستطيع بناء الثقة بيننا وبينهم لما لذلك تأثير على الصحة النفسية وعلى توطيد الروابط العاطفية بيننا وبين أطفالنا. 

من الأفضل التحدّث إليهم وجهًا لوجه قبل تركهم، مثلاً عند باب الروضة أو المدرسة نتحدّث إليهم بأن هذا المكان هو له الآن وليس لك أي وجود داخله لذا عليك توديعه الآن وعليه الذهاب إلى غرفته الصفية وحده، وأنك ستعودين عند انتهاء برنامجك وستستطحبينه للمنزل أي للمكان الذي يمكننا أن نكون فيه سويًا. ولا ننسى تذكيرهم عند عودتنا لاصطحابهم من الروضة بأننا عدنا كما  وعدنا، ولنذهب معًا  إلى البيت، فهذا سيعزز الثقة ويشعرهم بالأمان وبأنهم بعيدون عنا لفترة قصيرة وبالتالي يمكنهم الاستمتاع بوقتهم مع أصدقائهم بدلاً من البكاء المتواصل لعدم رؤيتنا لهروبنا المفاجيء من أمام أعينهم. 

 

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

فطور الشوفان كفطيرة تفاح

فطور الشوفان كفطيرة تفاح

ما هي نقاط الاختلاف بين الأهل والأطفال

ما هي نقاط الاختلاف بين الأهل والأطفال