اعتدنا في كل سنة يمرّ فيها عيد الميلاد أن نقوم بنفس الأعمال، وكانت رغبتي هذه السنة أن ننظر لهذا اليوم من جهة أخرى، وأن يتعلّم أطفالي شيئًا جديدًا، فرويت لهم قصة قصيرة تتحدّث: “عن الملك الذي رُزق بطفل، ومن شدّة فرحه بقدوم الطفل، أقام حفلةً فخمةً جدًا، وزيّن المنزل بأجمل زينة، وارتدى هو وزوجته أجمل الملابس. كانت طاولة الطعام مليئة بألذ المأكولات والحلويات، ودعا إليها جميع أصدقائه وأقاربه، فكان كل شخص يدخل المنزل يقدّم أثمن هدية لهذا الطفل، وينبهر بالزينة والملابس والمأكولات ويخلع رداءه ليضعه على سرير الطفل وينسى أن ينظر إلى الطفل ليتأمّله ويرى جماله، وعندما انتهى الاحتفال، أخذ كل شخص معطفه ليذهب لمنزله، فتفاجأ الجميع بموت الطفل، الذي اختنق من الملابس التي وُضعت فوقه…”.
كانت غايتي من هذه القصة أن أخبر أطفالي بأننا أصبحنا نهتم بالملابس والزينة والشجرة والطعام وهدية العيد أكثر من اهتمامنا بالطفل يسوع، وأبديت لهم رغبتي بأن نحاول في هذا العيد أن نهتم بطفل المغارة.
اقرأ أيضاً: كيف تخلق تقاليد عائلية لموسم عيد الميلاد المجيد؟
واتفقنا بأن نزيّن المنزل ونضع شجرة الميلاد والمغارة، لكن بالمقابل سنذهب لمنزل تيتا وجدو الكبيرين في السن، فهم غير قادرين على تزيين المنزل، وسنزيّن لهم منزلهم ليشعروا بفرحة العيد. وأننا سنصنع الحلوى الخاصة بيوم العيد لكن بالمقابل فنحن سنقدّم جزءًا من هذه الحلوى للأطفال الذين يسكنون بجوارنا ليشاركونا فرح العطاء. وأننا سنذهب للسوق ونشتري ملابس العيد، لكن سنشتري أيضًا ملابس للأطفال الذين نحبهم وغير القادرين على شراء الملابس، وقمنا أيضًا بشراء هدايا للأطفال اليتامى.
بالنسبة لأطفالي كان هذا العيد من أجمل الأعياد لأنهم شعروا بفرح العطاء ومحبة الناس وأهمية الإحساس بالآخرين، لأنهم حاولوا الاقتداء بفضائل هذا المولود الجديد….
هذا هو عيد الميلاد هو عيد المحبة والفرح والعطاء، وكما يجمع الملائكة والمجوس والرعاة كذلك يجمع الناس معاً.
GIPHY App Key not set. Please check settings