نؤمن أن الأشياء الصغيرة تعمل فرقًا كبيرًا. ليس هذا مجرد اعتقاد أو فكرة صدّقناها وتبنيناها ولكنها واقع وحقيقة اختبرناها في حياتنا. كم من ابتسامة شخص ما غيّرت من مزاج يومنا الذي بدأ معكرًا! وكم من هدية غير متوقعة كانت سبب بهجة وفرح وأحيانًا تسديد احتياج! وكم من كلمة تشجيع قلناها لشخص دفعته نحو تحقيق هدف سامٍ أو ألهمته نحو حياة أفضل! نعم إنها الأمور البسيطة التي نقدّمها بمحبة وببساطة وفي أوقات متوقعة وغير متوقعة وبتخطيط وبدون تخطيط، هي الأمور التي تعمل فرقًا.
هيا بنا نتحرّك، هيا بنا ننطلق، هيا بنا نحو عالمنا هذا. إنه عالم فيه الكثير من المشاكل والصعوبات، والناس فيه يعانون من متاعب وتحديات، هناك الكثير من الألم والدموع… هيا بنا نتحرّك بأعمال رحمة بسيطة، أعمال محبة تجعل عالمنا أفضل، وتجعلنا نشعر بشعور أفضل، وتجعل الناس من حولنا يشعرون شعورًا أفضل. هيا بنا نحو إعادة إنسانيتنا التي ضاعت وسط شر وانحراف هذا العالم.
ولنكون عمليين، فإننا سنقترح مجموعة من الأعمال البسيطة التي جرّبنا البعض منها، ونريد أن نجرّب غيرها، ونشجعكم كعائلة أو كأفراد أو كمجموعة أصدقاء أو صديقات أن تمارسوها:
- تبرعوا كعائلة بصندوق من الملابس القديمة لجمعية خيرية: خصصوا صندوقًا في المنزل لهذا الغرض، يمكنكم تشجيع الأطفال على تزيينه بالرسم عليه أو كتابة عبارات تعبّر عن المحبة والعطاء. ويمكن كذلك وضع بعض الشبر أو الأوراق الملّونة. من المهم قبل أن نعمل ما نعمل أن نتأكّد من إدراك السبب الذي لأجله نعمل ما نعمل، ومن المهم أن نوضّح ذلك لأبنائنا. فمعرفة السبب ستدفعهم وستشجّعهم وستولّد فيهم رغبة داخلية دون الحاجة إلى تذكيرهم و”النق” عليهم. وليكن هذا الصندوق مخصص لوضع الملابس التي لسنا بحاجة لها أو يمكننا الاستغناء عنها. لتكن الملابس صالحة للاستخدام ونظيفة ومطوية بشكل جيد. يمكن إضافة ملصق مكتوب عليه: العمر، الجنس، أو المقاس. يمكن استخدام ملصقات بألوان مختلفة حسب العمر والجنس كي يكون من السهل فرزها فيما بعد. عندما نقدّم الملابس للمحتاجين بطريقة مرتبة ومنظمة فإننا نشعرهم بكرامتهم، ونظهِر محبتنا. أعتقد أن توزيع الملابس القديمة في أكياس القمامة السوداء ليس الخيار الأفضل رغم أنه الأسهل عند ترتيب الملابس وخاصة بين الفصول، ولكن بذل بعض الجهد هو فعل محبة سيحدِث فرقًا في نفوس الناس. اقرأوا أيضاً: كيف يمكننا مساعدة الآخرين من خلال تعزيل المنزل
- اشتري ساندويش فلافل وأعطه لأول عامل نظافة أمامك: إن عمال النظافة هم الجنود المجهولون في شوارعنا، وإن أردت أن تتأكد من ذلك، اذهب في الفجر إلى الشارع وسترى كمية القمامة الملقاة هنا وهنا والتي لا تراها في العادة في الصباح المتأخر. كم سيكون مفرحًا لمثل هذا الجندي المجهول أن يتذكّره أحدهم بساندويش وسط تعبه، يمكنك إضافة منديل مبلل لتنظيف يديه.
- اشتري وجبة طعام لشخص محتاج: هناك الكثير منهم في الشوارع، ومن السهل إيجادهم. يمكن شراء وجبة طعام من مطعم أو وضع طعام أعددته في المنزل في وعاء. في هذا الأمر أعتقد أن الطريقة التي نقدّم فيها الطعام هي التي تعمل فرقًا. أن تقدّم الوجبة بشكل مرتب ومخصص للشخص وليس فقط للتخلّص من فائض طعام لديك في المنزل.
- اجعل أولادك يختارون لعبة لهم ليتبرعوا بها لجمعية خيرية: ولتكن تلك من الألعاب الجماعية التي يمكن للأولاد والبنات أن يلعبوها معًا كالمونوبولي أو الحية والسلم وغيرها. دع الأبناء يختارون لعبة يريدون جلب الفرحة لآخرين بها. الفكرة ليس فقط التخلّص من الألعاب المكسرة وغير الصالحة للعب، بل الاستغناء عن لعبة لإفراح آخر بها.
- أعط مالًا لمخبز واطلب منهم وضع سلّة مجانية بالخبز مكتوب عليها: هذا الخبز مجاني لمن لا يستطيع شراؤه: نعم هناك من لا يمكنهم شراء الخبز، أبسط متطلبات المعيشة اليومية. بهذه الحركة البسيطة التي لن تكلّفك إلا القليل يمكنك مساعدة شخص ما.
- اشتري مشروب ساخن لعامل نظافة في الشارع: كم سيكون لهذا الأمر تأثير كبير وخاصة في أيام البرد والشتاء الشديد. كوب من الحليب أو الشاي أو الشوكلاته الساخنة أو الأعشاب في شارع بارد بين يدي عامل يعمل في العراء طوال النهار سيعمل على تدفئة يديه وقلبه كذلك بالمحبة.
- قم بتنظيف الشارع المحيط بمنزلك مع العائلة: يمكنكم تخصيص يوم لهذا العمل وتجهيز أكياس القمامة والقفازات والعمل معًا كعائلة في هذا المشروع.
وفي حياتك اليومية في المنزل أو مع الجيران يمكنك القيام ببعض الأمور التي ستؤثر فيمن حولك بشكل كبير، وتشجيع أبنائك على عمل البعض منها، ومن الأمثلة على ذلك:
- الصلاة أو الدعاء لشخص مريض.
- جلي الجلي بعد وجبة غداء.
- فتح الباب لشخص يحمل أغراضًا كثيرة.
- الاتصال بشخص كبير السن للاطمئنان عليه.
- عدم التذمر ليوم كامل.
- شكر حارس العمارة على عمله.
- مدح أب أو أم على حسن تربيتهم لأبنائهم.
- أن تقول لأخوك أو أختك كم تحبّهم.
- إعطاء دورك لشخص مستعجل في طابور الانتظار في سوبرماركت أو مخبز.
- شراء أو خبز كعكة لجار كبير السن.
- شكر شخص من العائلة على صفة تحبّهم فيها.
- إرسال رسالة قصيرة لشخص مريض وسؤاله إن كان بحاجة لشيء.
- مشاركة أخوتك ألعابك.
نعم الأشياء الصغيرة تعمل فرقًا كبيرًا. ابدأ بشيء صغير واحد من هذه القائمة وستجد الفرق في حياتك وفي حياة غيرك. ومن المؤكد أن ذلك التأثير الصغير سيدفعك لعمل المزيد. وستغدو هذه القائمة وأمورًا أخرى مشابهة لها أسلوب حياتك.
GIPHY App Key not set. Please check settings