تربية الصبيان أصعب من تربية البنات فهذه النتيجة توصّلت إليها بعد خبرتي في تربية ثلاثة أطفال (صبيين وبنت)، وتأكّدتْ هذه الفكرة عندي بعدما قرأت عددًا من الكتب التي تدل على صعوبة التعامل مع الأطفال الصبيان. ففي العادة (ليس دائمًا) يكونون أكثر صعوبة في تربيتهم من البنات، وقد يصعب التعامل مع البنات أيضًا، لكن ما زال هناك نوع من التحدّي في تربية الصبيان.
عندما أتكلّم عن خبرتي في تربية أولادي أظن أني سأتكلم عن خبرة معظم العائلات التي لديها أولاد صبيان. حيث نجد عندهم ميلًا للمغامرة والمنافسة والعنف والعند وحب السيارات والمسدسات واللعب بالكرة وتسلّق الاشجار، فنشاطهم الجسدي كبير، وهم يميلون لارتداء ملابس سوبرمان وبات مان وطرزان ليظهروا أقوياء، وعندهم رغبة دومًا بأن يكونوا أقوياء، وهذا يعلّل سبب التشاجر بينهم.
لديهم أسلوب خاص لإحباطنا وإزعاجنا نحن الأهل، فقد يتركون أفضل أدواتنا تحت المطر أو يبعثرون الأدوات هنا وهناك، وفي حال وجود لعبة على الأرض تجدهم يعبرون فوقها عدة مرات دون أن يفكّروا بأن يضعوها بمكانها، كثير منهم يتصّف بالاندفاع وعدم الإحساس بالمسؤولية وربما يقومون بأعمال متهوّرة وغير منطقية.
فالصبي عندما أطلب منه تنظيف غرفته، فهو سيقوم بجمع ألعابه في زاوية الغرفة ويعتبر عندها أنه قام بالمهمة، لذلك اعتدت أن أكون محدّدة بطلبي منه، فهو يحتاج أن يكون ما يًطلب منهم واضحًا ومفصّلًا (ضع هذه اللعبة بمكانها، رتِّب سريرك، امسح الطاولة).
ما الذي يجعل الصبيان يتصرّفون هكذا؟
وما هي القوة الداخلية التي تدفعهم لحافة الكارثة أحيانًا؟ هذا كله يعود لهرمون التستوستيرون الذي يؤثر على نمو الصبي العقلي والجسمي. هذا الهرمون موجود عند البنات لكن بكيمة قليلة، ويزيد إفرازه في الجسم عند الذكور في بداية مرحلة البلوغ وهو الذي يجعل الصبيان يميلون للتنافس وللروح القتالية وسيادة الموقف.
وبالطبع علينا نحن الأهل وبالأخص الآباء ألّا نشكو، فلقد كنا في يوم من الأيام صبيانًا مثلهم وتسبّبنا في كثير من المتاعب والإزعاج لوالدينا، لذلك علينا أن نقبل أطفالنا كما هم ونبحث عن الصفات التي تميّزهم ونعطيهم الوقت ليتشجعوا وينمو بشخصيتهم الفريدة التي لا تشبه أي شخص في العالم.
بالرغم من كل المتاعب والصعوبات التي تواجهنا في تربية أطفالنا فإن من أجمل ما في الحياة هو أن يأتي أحدهم إلينا ليحتضنا ويخبرنا أنه يحبنا.
GIPHY App Key not set. Please check settings