بعد قدوم طفلي الثاني، حاولت زرع ثقافة “الأخوّة الحقيقية”  بينه وبين أخيه الأكبر، حتى يكبروا متحابين متآزرين لا يفرّقهم مال ولا منصب. كانت غايتي أن يكونوا أخوة وأصدقاء عندما يكبرون، يحبّون الخير لبعضهم ويساند أحدهم أخاه ويحتمل ضعفه، وذلك من خلال تعزيزمواقف يومية تزرع الحب بين أطفالي، وسأسرد بعضها:

  • عدم مقارنتهم بعضهم مع بعض سواء بالشكل أو القدرات أو المهارات أو الذكاء أو الجمال، وعدم التكلّم عن حسنات طفل أمام الآخر أو تفضيل طفل عن آخر.
  • العدل بينهم في كل شيء حتى في أبسط الأشياء- كالمصروف اليومي. فعند شراء ملابس أو لعبة أو كتاب لأحدهم فأنا أشتري لأخيه أيضًا. المساواة تكون أيضًا بالمشاعر والقبل والاحتضان والرعاية والاهتمام. إقرأ المزيد عن الغيرة بين الأخوان هنا
  • تخصيص وقت معيّن لقضائه مع كل طفل ليشعر بأهميته، وهو ما يسمّى بـ”الوقت النوعي، نتناول فيه وجبة الطعام معًا أو نخرج بنزهة مشيًا على الأقدام أو بالدراجة الهوائية، أو أصطحبه للنادي أو المتحف أو المكتبة أو التسوّق. المهم أن يشعر الطفل أن هذا الوقت مخصّص له فقط، وأنه مهم بالنسبة لنا كأهل.
  • فكرة تبادل الهدايا في المناسبات (الأعياد وأعياد الميلاد) هي من أنجح الطرق للتعبير عن المشاعر. كنت أطلب منهم عندما يريد أحدهم شراء شوكولا أو كيس شيبس أو بعض الحلوى لنفسه، فعليه أن يشتري نفس الغرض لأخيه كذلك.
  • لا أسمح لهم أن يلجأوا للشجار والضرب كوسيلة لحلّ مشاكلهم. وعند حدوث شجار بينهم أستمع لكل ولد على حدة وأحاول اتخاذ قرار يرضي كلا الطرفين. مثلاً عندما يختلفان على لعبة معينة أقترح بأن يلعب أحدهما لمدة محدّدة ثم يعطي اللعبة لأخيه، وفي حال العقاب أطبّقه على كليهما.
  • حاولت تعزيز فكرة اللعب معًا، وكنت أشاركهم اللعب لفترة قصيرة وأعلّمهم كيف يلعبون ثم أتركهم.
  • أخبرهم عن سعادتي عندما يلعبون معًا بتفاهم، أو عندما يتعاونون في عمل ما، أو عندما يدافع أحدهم عن الآخر.
  • أسرد لهم القصص التي تخبرهم عن أهمية الإخوة. من إحدى القصص قصة الأعواد المجتمعة التي لا يمكن كسرها معًا، أما في حال تفرّقت فيمكن كسرها بسهولة.

هذه الخطوات ساعدتني في إيصال فكرة لهم، وهي أن الأخ أهم سند في الحياة، لأن مفهوم الأخوّة ينشأ من المنزل، ومن المواقف الصغيرة التي نعيشها. علمًا أن خلق جو المحبة والتفاهم بين أفراد الأسرة -وبالذات الأبناء- يعدّ من أصعب المهمات على الأهل، لكنه من أهمّها.

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

2 Comments

  1. عبير ام لطفلين صبي وبنت احب اولادي كثيرا وتعب في تربيتهم ولكنني سعيدة بهم واحب مساعدة الاخرين وازرع بولادي مساعدة الناس ومحبتهم

علّموا أطفالكم كيف يعبّروا عن مشاعرهم

علّموا أطفالكم كيف يعبّروا عن مشاعرهم

بعض الأفكار التي جعلت حياتي أسهل

بعض الأفكار التي جعلت حياتي أسهل