كم كنت، وأنا طفلة، أشعر بالغضب عندما تجيب أمي عن الأسئلة الموجّهة إليّ، لأنها لم تمنحني تلك الفرصة للتعبير عمّا يدور بداخلي، حتى لو كانت على صواب، فإنني أفضّل أن أجيب أنا بنفسي، فهذا يمنحني شعورًا أفضل.
من أكثر الأخطاء شيوعًا والتي يرتكبها الأهل في التربية هي عندما يطلبون من طفلهم السكوت عندما يبكي أو يغضب من شيء ما. إننا هنا لا نعالج المشكلة بل نربّي الطفل على عدم التعبير عن مشاعرة، لأن البكاء هو وسيلته للتعبير عمّا في نفسه.
ما علينا فعله كأهل هو أن نتحاور مع الطفل عن بكائه إن كان بكاؤه في الوقت المناسب، ولسبب أثّر به. أما إذا كان عكس ذلك، فعلينا اختيار الوقت المناسب عندما يهدأ الطفل ويتوقّف عن البكاء، فنتحدّث إليه عن بدائل للبكاء، لأن البكاء غير مناسب لما حصل، وهو قد اختار وسيلة خاطئة للتعبير عن مشاعره. لكن ربما يجهل الطفل معاني المشاعر، ولا يعرف ماذا يستخدم ومتى، لذلك يفضّل أن نشرح له المصطلحات الخاصة بالمشاعر مثل: حزين، ملل، وحيد، سعيد، منفعل، خائف وغيرها.
اقرأ أيضاً: كيف أفهم مشاعر أولادي بطريقة أفضل؟
هنالك طرق لتدريب الطفل على التعبير عن مشاعره غير البكاء، وهي الكلام بأن نتحدّث معه ونطلب منه أن يخبرنا ماذا يشعر، أو بأن نطلب منه أن يرسم لنا ما يدور في داخله من مشاعر، أو بالكتابة فقد يتمكّن من كتابة كلمات تعبّر عمّا يشعر به. علينا أن نفهم ما هو نوع الشعور الذي يشعر به حاليًا، ونساعده على اختيار الطريقة المناسبة للتعبير عن مشاعره.
وفي النهاية كأي وسيلة في تربية الأطفال، لا بد أن هناك نتائج إيجابية، فمساعدتنا للطفل بتدريبه على التعبير عن مشاعره ستمكّنه من أن يعيش في صحّة نفسية وسلام داخلي دون خوف أو قلق.
GIPHY App Key not set. Please check settings