هل ستكبر معقدة؟

صادفتني منذ فترة قصيرة جملة تردّدت بين أمهات الأطفال الصغار في روضتي وهي: “أنا لا أحرم ابني من شيء وأؤمن كل متطلباته”. الكثير من الأمهات يحملن شعار كل شيء مباح للطفل بداعي التربية الحديثة، فالتربية الحديثة بنظرهن أن أعطي طفلي ما يشاء لكي لا أولّد عنده عقدة نقص.

بدأت أفكّر بيني وبين نفسي هل أنا أمّ متخلّفة؟ هل ابنتي فعلًا ستكبر معقّدة؟ راحت الأفكار تتلاطم في داخلي وفي ذهني، فأنا أقول “لا” لابنتي، وفي بعض الأحيان تطلب ما هو فوق طاقتي أو ما لا يناسبها فلا أعطيها إياه، وفي أحيان أخرى أؤنبها وأعاقبها عقابًا يتناسب مع عمرها………

بدأت أبحث في النظريات الحديثة للتربية والتي هي في صلب دراستي، ولم أجد بالفعل أيًا منها يقول أن التربية الحديثة تنصّ على ترك الطفل دون رادع أو قانونين أو مبدأ ينشأ ويتأسّس عليه.

بالعكس تمامًا، فالتربية الحديثة مثلاً نادت بمنع الضرب، ولكنّها استبدلته بالعقاب المناسب.

فتحت التربية الحديثة أبواب الحوار مع الطفل وقامت بتخييره بما يريد أن يفعله لكن بحسب عمره. فمثلأً طفلتي المريضة والممنوعة عن بعض الأطعمة يكون الحوار معها رائعًا كي أفهمها أن الأطعمة هذه تؤذيها في هذه الفترة ومتى تعافت سأشتري لها ما تحبّ. ونادت التربية الحديثة بأهمية اللعب لكن دون إحداث كوارث في أساس البيت، بحجّة أن اللعب من حق الطفل، فحتى الألعاب العالمية لها قوانين تنظمها. وهناك الكثير من الأمثلة عن مفهومنا الخاطىء للتربية الحديثة.

فالتربية الصحيحة هي اتباع مبادئنا الثابتة بطرق حديثة متجدّدة من جيل إلى آخر.

اقرأ ايضاً:مبادئ تأديب ولد في عمر السادسة

What do you think?

Written by نورا

أم جديدة
تزوجت منذ أربع سنوات وأنا أم جديدة. أحب الأطفال كثيراً وأكبر متعة وفرح في حياتي أن أراهم فرحين. شعاري في الحياة هو التفاؤل والفرح والابتسامة، فالابتسامة على وجه طفل هي ما تجعل العمل يستحق العناء.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

4 Comments

الدجاج المقلي مع البروكلي

الدجاج المقلي مع البروكلي

هل أتجاهل تصرفاتها أم لا؟

هل أتجاهل تصرفاتها أم لا؟