طفلي لا يسمع كلامي، طفلي لا يطيعني، طفلي يجيب بصوت عالِ… وغيرها الكثير الكثير من العبارات التي نسمعها عندما نتحدّث عن أبنائنا وعن الصعوبات التي تواجهنا في التربية. نستمر في البحث عن الطرق لمعالجة الأمر، ونجد العديد من الوسائل التي جرّبنا الكثير منها ولكن دون جدوى. كل ذلك قمنا به ولكننا نسينا الأمر الأهم ألا وهو لماذا هم يفعلون ذلك؟ ما الذي يجعلهم لا يطيعون أوامرنا أو الاستماع إلى كلامنا؟ ما السبب؟ وما الحل؟ وكيف أجعل طفلي يسمع كلامي؟

أنا واحدة من الأمهات التي تقوم بتجريب كل شيء كي لا أشعر بالفشل في تربية أبنائي، ومع ذلك أشعر بأنني لم أصل إلى الدرجة المناسبة من تمالك الأعصاب عندما لا يسمع طفلي كلامي. هناك بعض الأساليب التي جعلتني أشعر بأن ابني يسمع لكلامي عند استخدامها معه، وأنه يفعل ما أريد بكل رضا دون أن ألجأ إلى الصراخ، وهي:

الشعور بالتعاطف معه: ذلك مهم جدًا، لأن الطفل أثناء غضبه يشعر بأن كل من حوله لا يحبّه، وأنه مكروه حتى من والديه. لكن عندما نتعاطف معه على الموقف ونشعِره بأن التصرّف هو الغير مقبول وليس هو، فإن ذلك سيجعل استجابة الطفل أسرع وبقناعة تامة، لأنه شعر بالأمان والحب من مصدرهم.

عدم مقابلة الصوت بالصوت، والعناد بالعناد: من منّا لا يصرخ ويفقد أعصابه، ولكننا جميعًا نندم بعد ذلك، ونشعر بأن ما فعلناه خطأ. ولكن بالنسبة للطفل فهو لا يشعر بشعورنا بالندم، بل ذلك يجعله عنيدًا أكثر، لأننا بالنسبة له قدوة وصراخنا سيجعله يصرخ، وعنادنا سيجعله يعاند أكثر. لذلك علينا تفادي المواقف والسيطرة عليها، حتى لو كنا نشتعل غضبًا في داخلنا، بأن نتحدّث بهدوء معهم كي يتفاعل الطفل معنا ويستخدم نفس الأسلوب معنا.

طفلي عنيد، ماذا أفعل؟ اضغط لقراءة المزيد

كونوا والدين وليس أصدقاء: نعم كثيرًا ما أخبرنا الأكبر منا بأن نكون أصدقاء لأبنائنا، ولكن ذلك له حدود لأنه إن طلبنا منهم أن يعاملونا كأصدقاء فالطفل غير مجبر أن يستمع لصديقه أو يحترمه أو يحترم كلامه، فبالتالي سيعاملوننا بنفس الأسلوب فنحن من طلبنا أن نكون أصدقاء. لذلك وضع حدود للعلاقات وتسميتها هو أمر مهم.

الوضوح في الحديث: نعلم جيدًا أنه عندما نكون غاضبين من أبنائنا فاننا نبدأ بالحديث السريع والصوت العالي وعبارات الغضب، وأحيانًا الشتم. ولكن عندما ننتهي ندرك بأننا لم نصل إلى حلّ معهم أبدًا، وذلك لأن أبناءنا لم يفهموا شيئًا سوى الصوت العالي والمزعج، وكانوا ينتظرون سكوتنا كي يعودوا لما كانوا يعملون دون الاستفادة مما قلناه فالكلام طويل ومزعج وغير مفهوم.

اقرأ المزيد عن كيفية التعامل مع طفلك بهدوء 

لذا علينا قبل فرض أي شيء عليهم أن نستمع لهم حتى النهاية، وحتى لو لم يكن الكلام منطقيًا، ولو كان فيه تجريح لنا، فنحن بذلك نعلمهم أن يطيعونا وأن يستمعوا لنا حتى النهاية كما نحن نفعل معهم. وعلينا مراعاة عواطفهم وبشكل خاص المراهقين، فمنهم لا يستطيع التحكّم بعواطفه بسبب التغييرات الجسدية. في النهاية علينا احتواء أبنائنا، ومهما حصل بيننا علينا أن نشعِرهم دائمًا بأن التصرّف مرفوض وليس هم المرفوضون لنعزز ثقتهم بأنفسهم.

What do you think?

-2 Points
Upvote Downvote

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

مشاركة الأهل في تربية أطفالهم

مشاركة الأهل في تربية أطفالهم

ضرورة مشاركة الطفل بالأعمال المنزلية

ما هي ضرورة مشاركة الطفل بالأعمال المنزلية