من أكثر الأمور تأثيرًا في نفسي كانت عندما عاد ابني ذو الست سنوات من المدرسة يبكي بسبب تلقيبه بالطالب الأحول، لأنه يرتدي النظارات. هذا أثّر عليه وأصابه بالعزلة والاكتئاب وانعدام الثقة بالنفس بسبب تلك العقدة الجسدية التي يمتلكها وحده في الصف. لقد اعتقد أنه مختلف عن غيره، ولكن من الناحية السلبية، وشعر أنه طالب غير مرغوب به بين أصدقائه بسبب تلك النظارات. لم أتقبّل ذلك أبدًا، لأن الأمر متعلّق بمشاعر ابني وثقته بنفسه، وكذلك لخوفي أن يكون لذلك تأثير على مستواه الأكاديمي، فقد كان هذا الموقف في بداية العام الدراسي. عمدت أن ألجأ إلى الأخصائيين لمعونتي في مساعدة ابني على استعادة ثقته بنفسه، ونجحت في ذلك، ولهذا أشارككم به لأنني وجدت بأن العقد الجسدية عند الأولاد هي مشكلة دارجة جداً بوقتنا الحالي…
من أهم الأمور وأكثرها تأثيرًا هو أن نسمح لأنفسنا بأن نستمع لهم عندما يشتكون إلينا، مثلاً: عندما يأتي ابني ويخبرني بأن زملائي يلقبونني بالأحول، عليّ أن أستمع له حتى النهاية، وأن لا أشعر بالحزن لأن ابني يتعرّض لذلك، بل على العكس أكون متفهّمة، وأشعِره أن ليس كل ما يُقال صحيح، وأن هنالك أمور نشعر بأننا نتساءل عنها، مثلاً هذا الطفل طويل جدًا أو قصير جدًا، ولكن عندما يلّقبوك بالأحول أو ذي الأربع عيون، أخبرهم بأنك تستخدم النظارات لكي تساعدك على الرؤية بوضوح، ولتكون قادرًا على أداء واجباتك بشكل أفضل. كما يجب أن نتجنّب نهائيًأ وقطعيًا الجمل التي تكون فقط للتعاطف، مثلاً: يا طفلي المسكين، لست محظوظًا، أو لا تقلق أبدًا لأن ذلك فقط سيفقِد الطفل الثقة بالأهل بأنهم غير قادرين على مساعدته، بل بالعكس علينا أن نقول لهم مثلاً: عرفت عن مشكلتك في الرؤية، وفورًا استعنت بالأطباء حتى يساعدوك. ماذا تفعل إذا سمعت ابنك/ابنتك ينتقد شكله؟ اضغط هنا: صورة الجسد وتأثيرها على ثقة ابنائي بنفسهم
علينا تعزيز ثقتهم بنفسهم، وتقبّل جسدهم على ما هو عليه، وعدم السماح للمؤثرات الخارجية أن تكون سببًا في الضعف والعقد الجسدية لديه. كذلك محاولة إشعارهم بالاطمئنان من خلال أن نروي لهم تجربة لنا، مثلاً: أخبرت ابني أننبي وأنا في عمرك كنت أواجه نفس المشكلة، وعندما كبرت أجريت عملية وها أنا الآن أشعر أنني بحال أفضل.
اقرأ المزيد هنا: ثلاث طرق لمساعدة ابنتك أن تشعر بالثقة بمظهرها
كذلك علينا أن لا نسمح لوسائل التواصل بالتأثير على أبنائنا، وذلك عن طريق مقارنة أجسامهم بأجسام الآخرين على الإنترنت. مثلاً مراهق الـ 18 عامًا يقارن جسده النحيل بآخر من نفس عمره بجسم رياضي مبني من المواد الكيماوية، عندها سيصبح المراهق ساعيًا للتقليد فقط، وقد يؤذي جسده بذلك. لذلك علينا أن نكون مراقبين لذلك أيضًا.
GIPHY App Key not set. Please check settings