1- تعريف:
الجدري المائي (Varicella) هو مرض فيروسي ينتج عن الإصابة بفيروس النطاقي الحماقي(Varicella zoster virus)، يعدّ من أكثر الأمراض المعدية التي تصيب الأطفال شيوعًا. ظهور طفح جلدي أحمر اللون وحبوب تثير الحكة بشكل كبير هو ما يمتاز به هذا المرض ، وغالباً ما تكون العدوى بسيطة، خصوصاً عند الأطفال، وتختفي في فترة وجيزة دون أن تسبّب أي مضاعفات خطيرة.
2- الأعراض:
التعب العام، أو الإعياء، وآلام المفاصل والرأس كذلك، وارتفاع درجة حرارة الجسم وفقدان الشهية قبل ظهور الطفح الجلدي بنحو يوم إلى يومين.
أمّا الطفح الجلدي فيُعتبر العلامة الفارقة لهذا المرض، فيظهر بداية على شكل بقع صغيرة حمراء اللون مثيرة للحكة على شكل مجموعات على البطن والوجه والظهر، سرعان ما تنتشر على جميع أنحاء الجسم، بما فيها الرأس والقدمين والكفين والفم. بعد يوم أو يومين تتحوّل هذه البقع إلى بثور مملوءة بسائل، ويكون الغشاء المحيط بهذه البثور رقيقاً، ولذلك تنفجر وتُفتح ويظهر مكانها ما يشبه القرح حتى تغطّيها القشور، وعادةً ما تجتمع المراحل الثلاثة للطفح الجلدي في الوقت نفسه.
3– العدوى:
تنتقل العدوى عن طريق استنشاق الهواء الملوّث بفيروسات الجدري أو عن طريق لعاب الشخص المصاب الذي يحتوي على كمية كبيرة من الفيروس بالسعال أو العطس، وكذلك بمشاركة الملابس أو المناشف أو أغطية الفراش، ويمكن أن تكون الحشرات والحيوانات هي التي تسبّب العدوى.
يكتسب المصاب بجدري الماء مناعةً تستمر مدى الحياة، ففي معظم الحالات يُصاب الشخص به لمرّة واحدة فقط، غالباً تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والتاسعة.
يمتاز الفيروس النطاقي الحماقي بقدرته على البقاء بشكل خامل في العقد العصبيّة عند بعض الأشخاص، وقد ينشط هذا الفيروس في وقت لاحق، ربما بعد سنوات عديدة، فيسبّب حينها الحزام الناري، وقد يصاب أي شخص مهما كان عمره بهذه العدوى.
4- العلاج:
لا تحتاج معظم حالات الإصابة بجدري الماء إلى أية أدوية محددة، بل يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض ريثما تنتهي دورة المرض. لكن إذا كان المصاب يعاني من نقص في المناعة، أو يخضع للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي للسرطان، أو إذا كانت امرأة حاملاً، عندها يجب مراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب. من الضروريّ جداً اتخاذ التدابير اللازمة لمنع نقل العدوى لشخص آخر، فيُنصح بالتزام الراحة التامة، وعدم الذهاب إلى المدرسة أو العمل، وعدم استخدام الأدوات الشخصيّة للمريض من قبل أشخاص آخرين. يتم إعطاء مسكّنات الألم لتخفيف الألم، وتخفيض الحرارة المصاحبة للمرض. ومن الضروري كذلك منع الحكة المصاحبة للجدري خشية انفجار الحبوب لأن ذلك يسبّب انتشار الفيروس والتهاب الجلد مما يؤدي إلى ظهور ندبات مكان الحبة فيُنصح باستخدام الكريمات المرطّبة. من الضروري إبقاء أظافر اليدين قصيرة ونظيفة، والاستحمام بالماء الفاتر، وارتداء ملابس قطنيّة خفيفة. يجب شرب كميات كبيرة من الماء مع تجنب تناول المشروبات السكرية والأغذية الحارة أو الحامضة أو الساخنة، فذلك قد يسبّب ظهور تقرّحات في الفم.
5- متى يجب زيارة الطبيب:
لا تلزم معظم حالات جدري الماء مراجعة الطبيب، فهو يختفي وحده، أمّا إذا ما عانى المريض من ارتفاع شديد أو مستمر في درجة الحرارة أو من انتفاخ أو احمرار شديد في الطفح الجلدي، فقد يكون مصاباً بالتهاب الجلد، بالإضافة إلى آلام شديدة في الرأس أو سعال شديد أو ضيق في النفس، وكذلك إذا عانى من تشنج في الرقبة، فيلزم عندها مراجعة الطبيب للتأكّد من عدم الإصابة بمضاعفات مرض الجدري، مثل التهاب الرئة، أو التهاب السحايا أو غيره.
GIPHY App Key not set. Please check settings