أتحدث هنا عن ابني الوحيد الذي لا يزال في الرابعة عشر من عمره. أنا أحاول فهم كيف يجب أن أتعامل مع مراهق مثله، فهذه أول مرة يكون لي فيها ابن في الرابعة عشر من عمره. وأعتقد أني بعد عام من الآن سوف أجد نفسي أيضاً عديم الخبرة في التعامل معه كونه سيكون  مراهقاً في الخامسة عشر من عمره، وهكذا.

لكني تعلّمت أمراً  أعتقد أنه سيفيدني على مدى كل السنين التي سأشهدها في حياتي وحياته: سيخيب ظني به وسيخيب ظنه بي. فالواقع يتحدث بصوت أعلى من كل آمال أو توقع.

توقع أن آتي وأتناول معه الغداء، لكني تأخرت في لقاء عمل، فخاب ظنه. توقعت أن يفعل حسناً في الامتحان، النتيجة لم تكن كما توقعت، فخاب ظني. توقع أن نذهب معاً لمشاهدة المباراة. نام وهو ينتظرني. وهكذا. لكن الجميل في ابني انه ينسى بسرعة أخطائي (وبسرعة يتذكرها عندما يريد) ليعود ويجدد آماله بي. قبل أسبوع أو أكثر اتفقنا على الذهاب للمباراة ليلاً، ولكنه خاف  أن أخيب ظنه وأنسى العودة للمنزل لاصطحابه لنذهب معاً ونشاهد المباراة، فقام بإغلاق الباب بالمفتاح وبقيت معه حتى جاء موعد المباراة، فخرجنا وشاهدناها معاً. فرحت أني لم أخيب ظنه، لكن للأسف خاب ظننا نحن الاثنان لأن الفريق الذي نحبه خسر أمام فريق ريال مدريد، ليس ذلك فقط بل وزادت خيبة أملنا بإصابة محمد صلاح.

عندما كان صغيراً، كنّا كوالدين نتوقع ما سيفعل. الحقيقة أنه كان يفعل كل ما كنّا نطلبه منه. لكنه مع مرور الأيام صرنا نرجو أن يعمل ما نتوقعه منه. أما الآن وبالتأكيد لاحقاً فنعلم أنه لن يختار دائماً ما نريد، فما العمل؟ هل سيخيب ظنك به؟ أمر واحد أتمناه لهذا الشاب الذي يكبر وهو أن يحب الرب من كل قلبه ولا يخيب ظنه به.  المزيد عن المراهقة وأحداثها هنا

What do you think?

Written by Jamal

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

One Comment

ممارسات خاطئة بعد الطعام

ممارسات خاطئة بعد الطعام

أفكار نشاطات لأطفالكم في العطلة الصيفة

أفكار نشاطات لأطفالكم في العطلة الصيفة