نحن ندمّر أطفالنا دون أن نعلم

هل تعلمون أن تصرّفاتنا اليومية مع أطفالنا وردود فعلنا على أعمال قاموا بها والتي نظن فيها أننا نبنيهم، نكون نهدمهم وندمّر مواهبهم ونحطّم شخصيتهم!!!!! هذا ما أخبرني به الأخصائي النفسي للأطفال، وشرح لي عن تصرّفاتنا وعباراتنا اليومية التي نتعامل بها مع أطفالنا والتي تؤدّي لتدمير نفسية الطفل، وعندما قارنت بين ما سمعت منه وبين معاملتي مع صغاري وجدت أنني في كثير من الأوقات أتصرّف بطريقة خاطئة معهم، فمثلًا:

عندما يطلبون مني طلبًا معينًا مثل الذهاب بنزهة، فأنا أعدهم بالخروج معهم، لكن عندما يحين الموعد أجد نفسي غير قادرة على الذهاب. لذا نصحني الأخصائي بقول “سأحاول أن نخرج بنزهة” بدلاً من وعدهم وعدم الوفاء بالوعد، فهذا سيفقدهم الثقة بنا كأهل.

التوقعات السلبية من الطفل، وعبارة “أنت راسب هذه السنة” أو “إنت مش نافع لشي” أوإنت ما رح تفهم عليّ” أو “لا فائدة منك”. هذه الرسائل السلبية تنزرع في دماغه ويسعى عقله لتحقيقها تلقائيًا، لذا يفضّل قول عبارات تشجيع له حتى وإن كان لن ينجح في تحقيق هدفه.

عدم مقارنته بغيره سواء كانوا من الأصدقاء أو الأقارب أو الأخوة، فلا نقول له: “لماذا لست مثل فلان” أو “انظر إلى فلان ماذا يفعل” أو “نتائج فلان أفضل من نتائجك”. هذه  المقارنة تقتل عنده الثقة بالنفس، وأيضاً قد يكره من تقارنه به.

عبارة “هذه الرسمة بسيطة” التي نقولها للطفل عندما يرسم لوحة ما….. أو “هذه المعزوفة سهلة” عندما يعزف أغنية معينة. فتكون ردة فعلنا أن ما فعله أمر عادي جدًا، أما بالنسبة للطفل فهو عمل جيّد لأنه أدّى أقصى جهده، لكن عندما تكون ردّة فعلنا أنه عمل عادي فهو سيرجع لنفسه ويعتبر نفسه غبيًا.

“أحبك عندما تنجح بالمدرسة”، “أحبك عندما تأكل هذا النوع من الطعام”. هذا الحب المشروط، وكأننا نعلّم الطفل أن الحبّ يتعلّق بأمور مادية فتصبح شخصيته في المستقبل شخصية “مصلحجية” فيفقد الحبّ معناه لديه، لذا يفضل أن نقول “سأكون سعيداً عندما تنجح بالمدرسة أو عندما تأكل هذا النوع من الطعام، وأنا أحبّك بكل الأحوال ومهما فعلت.”

“لما بابا يجي سأخبره بما فعلت”. هذه الجملة تؤدي إلى خوف الطفل من الأب وليس من العقاب، هذا الخوف سيخلق حاجزًا بين الولد وأبيه، وبالتالي فقدان الحوار والعلاقة.

“نفّذ دون أن تسأل”. الطفل بطبعه كثير الأسئلة، وهو يحاول فهم العمل الذي سيقوم به. فعندما نطلب منه العمل بدون الفهم فنحن نحوّله في المستقبل للعبة بين يديّ من يقوده، فهو اعتاد التنفيذ دون الاستفهام.

أحيانًا نحن كأهل لا نلتمس الأعذار لأطفالنا، وننهار عندما يخطىء الطفل، وننسى أن الأخطاء هي التي تساعد على التعلّم في حال تعاملنا معها بطريقة صحيحة. فبدلاً  من الإساءة للطفل يجب تعليمه كيفية التصرّف بشكل صحيح، وتحمّل مسؤولية أفعاله، الأمر الذي يسمح له بأن يشعر بالثقة بنفسه، ويتمكّن من حل مشاكله والتعامل مع الآخرين.

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

طفلتي عنيدة

طفلتي عنيدة

كيف ألعب مع طفلي؟

كيف ألعب مع طفلي؟