كثيرًا ما كنت أشتكي لمن هم حولي من عناد ابني وصراخه وتصرّفاته التي لا أجد لها أي مبرّر، ولا أي سبب. كان يصرخ وهو يلعب وهو يرسم، وكأنه بصراخه يحاول إخباري شيئًا ما. قمت باستشارة المختصّين عن سبب ما يحصل معي ومع ابني ودُهشت عندما علمت بأنه يحاول لفت انتباهي لشيء ما، وفي الغالب كان يحاول لفت انتباهي بأن أكون معه. تفاجأت بأن أفضل الطرق لتلبية محاولات الطفل بلفت الانتباه هي اللعب معه وجعله يشعر بوجودي جانبه.

لم أعلم أنني أستطيع اللعب معه، لأن للطفل عالمه الخاص، ولا أعتقد أن اللعب معه سيكون ممتعًا بالنسبة له. ولكن بعد أن لعبت معه شعرت أن طفلي يستمتع باللعب معي أكثر، فهو يشعر بالأمان والحب أكثر، فهو يلعب مطمئنًا.

من أكثر الألعاب التي شعرت أن ابني يستمتع بها ونحن نلعبها معًا كانت لعبة المطاردة، والطريف في الموضوع أننا لا نفعل أي شيء سوى الجري وراء بعضنا البعض، محاولين إمساك الآخر وأحيانًا الارتماء معلنًا الاستسلام وغيرها من الحركات أثناء الركض، والتي كانت تصنع ضحكات على وجه ابني لا حدود لها.

كذلك لعبه الذاكرة والتي كان ابني يستمتع بها كثيرًا، خاصة إذا قمنا بصنع بطاقات متشابهة بأشكال مختلفة، ثم نحاول تذكّر موقع البطاقات، ونستمر باللعب حتى انتهاء جميع البطاقات فذلك الوقت الثمين معه لا يعوّض.

حتى مجرّد أن نكون خارج المنزل ونحاول قراءة اليافطات، أو ذكر أنواع الزهور وألوانها، أو التقاط صور من الطبيعة، أو اللعب بماء المطر. كل ذلك له تأثير خاص في نفس الطفل في هذا الوقت الثمين مع والدته.

ولكن أثمن الأوقات وأكثرها فرحًا إلى قلب ابني هو الوقت الذي كنّا نقضيه عند زراعة أي شيء، والتحدّث عنه ومراحل نموّه. وجدت أن الوقت الذي أقضيه مع ابني يشبه تلك النبتة، له لذة خاصة تترك بصماتها في نفسي وفي نفس ابني.  

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

7 عبارات تدمّر أطفالنا دون أن نعلم

7 عبارات تدمّر أطفالنا دون أن نعلم

قوّي قلبك

قوّي قلبك