كيف أعتذر لطفلي
كم من المرات شعرنا بالندم عندما نحطىء بحق أبنائنا بسبب التسرّع في التصرّف والحكم عليه. يحدث هذا بشكل خاص عندما يذهبون إلى النوم، فنراهم كملائكة وعندها تختلف مشاعرنا ونشعر بالندم. ولكن هل فكّرنا للحظة أن نعتذر منهم في الصباح، وأن نخبرهم بأننا آسفون لما حدث، وأننا تسرّعنا في الحكم عليهم خصوصًا عندما نكون قد ظلمناهم بالحكم عليهم؟ أغلبنا سيقول “لا لن نعتذر”، لأننا نحن الآباء وهذا أمر سيهز من شخصيتنا أمام الأبناء، ولن يفكّروا بنا بالصورة القوية التي كانت لديهم قبل أن نعتذر، فبنظرنا الاعتذار يقلل من شخصية المعتذر. ولكن هذا خطأ، ونحن نعلم بداخلنا أنه خطأ، ولكننا لا زلنا مستمرين بالعمل نفسه.
الاعتذار هو ثقافة عالمية تدل على شخصية قوية تقدّر الآخرين، وتهتم بعلاقاتها مع الآخرين، وتحاول تجنّب الضرر بمشاعر الآخرين. لذلك وجد الاعتذار، وليس الاعتذار فقط من الصغير للكبير بل على العكس تمامًا الكبير يعتذر للصغير خصوصًا إن كان مسؤولًا عنه، حتى لا يخسره بطريقة أو بأخرى لذلك نعم أعتذر لابني إن اخطأت بحقه.
اقرأ أيضاً: أنا أكرهك يا أمي
كيف يكون ذلك؟
- بكل بساطة علي أن أؤهل نفسي للاعتذار بأن أكون مقتنعًا تمامًا بأن ما جرى كان خطأ مني، وأنني لم أعطِ ابني حقه وحكمت عليه خطأ وقد أكون ظلمته وسببّت له ضررًا نفسيًا، لأنني بنظره مصدر قوته وثقته وها أنا أنزع تلك القوة والثقة منه.
- عليّ أن أكون مقتنعًا تمامًا بأنني ولأني بادرت بالاعتذار فهذا يعني أنني الطرف الأقوى، وابني سيستمد مني ذلك وسيتعلّمه بطريقة أو بأخرى.
- كل ما عليّ فعله هو اختيار الوقت والمكان المناسب للاعتذار، حتى لا يشعر ابني بأنني أقول له آسف وأذهب فقد يشعر بالأمان ويريد التحدّث أكثر، ولهذا من حقه أن يكون المكان مناسبًا.
- أبدأ بالتحدّث إلى ابني وأخبره بكل صراحة عمّا أشعر به تجاه الموقف الذي حصل، وأنني قد أسأت تفسير الأمور، وأعتذر منه.
هنا ستعود الثقة من جديد، وقد يبدأ الابن بالاعتذار عما بدر منه سابقًا فهو يستمد قوة الاعتذار منا. قد نحتاج إلى قوة عظيمة لنبدأ بالخطوة الجريئة وهي الاعتذار، ولكننا سنشعر بقوة أكبر بعدها كوننا استعدنا ثقة أبنائنا.
اقرأ أيضاً: كيف أعالج مشكلة تقلّب المزاج عند طفلي؟
GIPHY App Key not set. Please check settings