كثيرا ما ينتابني شعور أنني فشلت في تربية أطفالي، وأعتقد أن معظم الأمهات راودتهم هذه الفكرة في وقت ما… لكن هل المواقف التي تحدث معنا خلال رحلة التربية هي دليل نجاح أو فشل؟!!! وكيف أعرف أني أم نجحت في تربية أطفالي؟
مواقف كثير تحدث معنا في رحلتنا التربوية مع أطفالنا، وهي تبدو لنا متعبة وصعبة، وأحيًانا نتمنى أن “تبتلعنا الأرض” قبل حدوث هذه المواقف. ولكن كيف نتعامل معها؟ هل نستغلّها؟ أم أنها تتحوّل لشحنات غضب وصراخ وضرب للطفل، وبالتالي توتّر العلاقة بيننا.
من أبرز هذه المواقف عندما يقف طفلي أمام متجر للألعاب ويطلب شراء لعبة، ويبدأ بالصراخ الذي لا ينتهي، ويتحوّل بعدها المشوار إلى حوار ونقاش طويل ومحتد لإقناعه بعدم شراء هذه اللعبة، ونعود للمنزل ونحن في حالة من الغضب متمنين لو لم نخرج من المنزل…. وأقول في نفسي إنني لن أكرّر هذا المشوار مرة ثانية …..
عندما يرفض طفلي تنفيذ طلب موجّه إليه أمام الناس، ويجيبني بجرأة (وربما وقاحة)….
عندما تتدنّى علاماته في المدرسة…..
عندما يقوم بإفشاء سر ما، أو حديث سمعه بيني وبين والده، أو موقف حدث في المنزل…….
عندما نكون في زيارة ويقول: “ماما أنا جائع وبصوت عالٍ مع العلم أنه تناول الطعام قبل خروجه من المنزل” …..
عندما يشارك في الحديث مع الكبار وتبدأ تصرفات الدلال والغلاظة تصدر عنه…..
عندما نكون في زيارة ويتصرّف وكأنه في بيته، فيفتح البرّاد (الثلاجة) ويدخل غرف النوم بدون استئذان…
هذه نماذج عن مواقف قد نتعرّض لحدوثها، لكنها لا تعني الفشل…. بل هي طرق ووسائل يلجأ إليها الطفل غالباً للفت الأنظار، أو لإعطائه اهتمامًا أكبر، ولكن إن نظرنا لهذه المواقف من ناحية إيجابية نجدها هي التي تجعلنا نكتشفهم ونوجّههم، وذلك إن تعاملنا معها بطريقة صحيحة.
وجدت أن نظرتي لنفسي أني أم فاشلة ستدمّر أطفالي، ففي طريق التربية يوجد صعوبات كثيرة، والمهم أن أجد الطريقة التي أتعامل فيها مع هذه الصعوبات بحيث أندمج معهم. هذا أفضل من أن أضع قواعد تربية لتطبيقها، فالنجاح كلمة كبيرة، المهم أن أكون راضية ومقتنعة بطريقة تعاملي معهم، والأهم كيف أبني عائلة أفرادها مترابطون ويحبّون بعضهم البعض، وعندهم فرح داخلي ويعرفون كيف يتعاملون مع بعضهم ومع نقاط ضعفهم ومع أخطائهم.
شكرا جزاكى الله كل خير وربنا يبارك لك في ولادك يا رب