ما يعجبني وجود أستاذ في حياة ابني، فلدية الكثير من المعلّمات الإناث الرائعات، و”الجميلات صغيرات السن” كما يصفهم الطلبة وخاصة في مرحلة المراهقة. إلا أن وجود معلّم ذكر أمر آخر، فالطفل يحتاج إلى ذلك النموذج الذكوري في المدرسة. ذلك الأستاذ ليس المعلّم الذي يشرح المادة محاولاً أن يفهم الطلبة المفاهيم الجديدة، والذي يقوم بتقييمهم وإيجاد نقاط الضعف. ولكنه كان الأستاذ الذي يعرف شخصية الطالب ويتعامل معه بحسب شخصيته، يفهمه أكثر مما هو يفهم نفسه.
في كثير من الأحيان أشعر بالملل من اجتماعات الأهل فإنني أستمع لنفس الملاحظات التي لا تتغير سواء كانت إيجابية أو سلبية، ولكن عند ذلك الأستاذ كنت أسمع أمرًا مختلفًا، رأيت فيه معلّمًا ينظر إلى المستقبل ويقدّم لي الأفكار التي تجعل ابني مستعدًا لذلك المستقبل.
الغريب في الأمر أن هذا الأستاذ لا يعلم مدى التأثير الذي أجراه في حياة ابني وفي تعاملي معه. هو يفعل كل ما يفعل بمحبة وشغف، وهو يحب الطلبة ويسعى للأفضل لهم. هو لا يفكّر بأي تفاصيل أخرى، لديه شغف كبير للتعليم ولديه محبة أكبر للطلاب.
لست أدري ما الذي يشعره بالضبط ابني من نحو الأستاذ، أعرف أنه يحبّه ويعشق المادة التي يدرّسها. ولكنني أعلم أنه أثّر في قلبه قبل أن يؤثر في عقله. وقد شعر بحزن بسبب انتقال الأستاذ من المدرسة، وواجه صعوبة في تقبّل الأستاذ الجديد.
عندما التقى ابني بأستاذه بعد غياب، عبّر عن عدم راحته بعد غيابه مع بعض الانتقادات للمعلّم الجديد. لو كنت مكان هذا الأستاذ قد أفرح لأنني هكذا أبدو الأفضل. ولكنّه دافع عن الأستاذ الجديد ووبّخ ابني على أسلوبه الناقد. هذا جعلني أقول نعم أنه الأستاذ الذي لا يعلّم فقط ولكنه يلهم ويغيّر القلب.
أتمنى له كل الخير أينما كان، وأثق أنه سيبقى في قلب ابني بعد سنوات عديدة وسيتذكّره وسيقدّم له كلمات شكر وتقدير في المستقبل.
GIPHY App Key not set. Please check settings