منذ أن بدأت أعمل في الحضانات ورياض الأطفال وأنا ألاحظ جميع الأهل يسألون عن مدى اختلاط أطفالهم بباقي رفاقهم. وأغلب همّهم أن يلعب طفلهم مع رفاقه ويكون سلوكه جيدًا وأن يكون اجتماعيًا.
وطبعًا دائمًا يكون هناك تفاوت في مدى انسجام الأطفال مع أقرانهم، فمنهم من يعتاد فكرة غياب أهله وبقاءه وحده في الروضة فيندمج فورًا، ومنهم من يأخذ فترة ليعتاد هذه الفكرة، ومنهم من يبكي عندما يودّع أهله لكن عندما يرى باقي الأطفال يندمج معهم فورًا باللعب والتسالي.
وأنا الآن بالإضافة لكوني مربية في حضانة أصبحت أمًا لطفلة خرجت إلى الحياة حديثًا، وقد انتابني نفس الهلع هل ستكون طفلتي اجتماعية وتندمج مع الأطفال أم ستبقى ملاصقة لي – كوني أعمل في الحضانة ولن أتركها وأذهب – ولا تنفتح لباقي الأطفال!؟
فوجدت من خلال تجربتي أن الأهل هم من يشّجعون طفلهم ليصبح كائنًا اجتماعيًا وغير خجول، انطلاقًا من حديثهم ومعاملتهم معه في البيت إلى أن يخرج من تحت أجنحتهم.
فهناك بعض النقاط التي ساعدت بها طفلتي أن تكون اجتماعية، ومنها:
* الحديث الدائم مع الطفل منذ ولادته ليعتاد على الآخرين من حوله.
* السماح لها بالخروج مع غيري من الأهل والأصدقاء حتى عندما كنت ربة منزل، لتفهم أن في هذا العالم أشخاص غيري يجب أن تتعامل معهم.
* زيارة أصدقاء عندهم أولاد من عمر طفلتي أو أكبر بقليل وترْكها معهم، مع مراقبتهم من بعيد والتدخّل في الوقت المناسب.
* تشجيعها على ردّ السلام حتى لو كانت لا تستطيع الكلام بعد، فالإشارة في هذه المرحلة كافية.
* تعليمها القيام ببعض المهام البسيطة وحدها دون تدخلي، كأن تقدّم للضيوف البسكويت أو أي شيء.
هذه بعض النقاط البسيطة التي ساعدتني على الاطمئنان أن ابنتي اجتماعية وليست بحاجة لتبقى تحت أجنحتي لتكوّن شخصيتها الخاصة والفريدة.
اقرأي أيضا:
10 أمور تزيد من ثقة الطفل بنفسه
قضاء الوقت معهم لزرع ثقتهم بنفسهم
GIPHY App Key not set. Please check settings