لو كان له صاحب!

أعترف أمام جميع من يقرأ مدوّنتي هذه بأني دهست كلبًا الأسبوع الماضي. جرى هذا بينما كنت أقود سيارتي على الطريق السريع ليلًا، وفجأة ظهر أمامي كلبان من الكلاب الضالة، كنت مسرعًا ولكني حاولت تفادي صدم الأول إلا أنني لم أتمكن من الفرار من الثاني فدهسته. الحادثة المشؤومة جرت بينما كان ابني كريم وصديقه معي.

لم أستطع التوقف للتأكد من مدى إصابته، لكني تساءلت إن كان لهذا الكلب صاحب. وهل كان الأمر سيختلف لو كان له صاحب؟

في تلك اللحظة تذكرت ريغنار، وهو جرو صغير اشترته ابنة أخي المقيمة في أمريكا مقابل مبلغ كبير نوعًا ما. وقد تشرفت أثناء زيارتي لهم قبل عدة أشهر بالتعرّف عليه. وأثناء زيارتي القصيرة أيقنت أن لريغنار، والذي يعتبر واحدًا من عائلة أخي، محبة كبيرة من قبل الجميع، حتى أن عمه، وهو حضرتنا، وقع في حبه.

بالعودة إلى كلبي المأسوف على شبابه والذي دهسته على الطريق العام، انتقل من هذه الحياة دون أن يسأل عنه أحد، فهل كان له صاحب! أعتقد أنه لو كان له صاحب لما سمح له من البداية أن يركض على الخط السريع، على الأقل لهبّ لنجدته عندما رآه ممدّدًا على الشارع بعد أن دهسته، ولو كان له صاحب لسعى للحاق بي أو أخذ نمرة سيارتي وتقدم بشكوى ضدي…… لكن أيًا مِن هذا لم يحدث، على الأقل حتى الآن. رغم ما حدث إلا أني حمدت الله أن هذا الحادث لم يقع لريغنار، فلو حدث بالفعل وكنت أنا السبب وهناك في أمريكا لوقعت في مصيبة كبرى.

فللحبيب ريغنار أصحاب كثر وجميعهم يحبونه ويخافون عليه، يهتمون به وسلامته، فلا يغامرون بتركه طليقًا وحده على الطريق، لئلا يدهسه أحدهم. له ثمن وله قيمة كبيرة في عيونهم وهذا ما يجعله مميزًا وفريدًا ومحبوبًا.

لا نستطيع نحن الأهل أن ننكر أو نتفادي حقيقة أن أبناءنا يعيشون في حياة تبدو كذلك الطريق السريع المحفوف بالمخاطر، ولكننا يجب أن نتذكّر دائمًا أننا نحن ذلك “الصاحب” الذي يحب ابنه ويخاف عليه ويهتم لأمره ولسلامته.

What do you think?

Written by Jamal

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

مراهقة الأطفال المراهقة الأولى

مراهقة الأطفال: المراهقة الأولى

قولوا لا للحميات عن طريق الإنترنت

قولوا لا للحميات عن طريق الإنترنت